ترجمة: ياسر محمد

يخبر الأطباء أهلك بأنك مصاب بمرض وراثي لايوجد له علاج ولم يعشْ بمن يصاب به طويلاً، ستجد أنك لست مثل بقية أقرانك من الأطفال، هم يكبرون وأنت تتضاءل، تنمو عضلاتهم وأنت تفقد عضلاتك وقوتك تدريجياً حتى تصبح غير قادر على المشي والكلام، تتلاشى، حتى لم يكن فيك ما يتحرك سوى عقلك، وحتى عقلك مهدد بالجنون لرعب ما تسمعه من الأطباء عن حالتك، حياتك ستنتهي بعد أشهر معدودة، ليس أمامك حل آخر سوى حدوث معجزة. كل من أصيب بهذا المرض قبلك لم يمهلهم القدر سوى أشهر معدودة ثم ماتوا، كل الأبواب موصدة ومظلمة، عدا باب المعجزة الذي هو الآخر مكتوب عليه بالخط العريض: هذا الباب من المستحيل أن يفتح ولم يفتح من قبلك لأحد، ليس هناك من يمكن أن تتواصل معه سوى نفسك. شيء مرعب يفقد العقل، فقدت الإحساس بكل شي سوى عقلك، لا شيء يتحرك سواه، بقي عقلك وحيداً وبالرغم من ذلك تهاجمه الحقائق السوداء المرعبة التي لا يحتملها عقل بشر من كل جانب، بقي عقلك وكل ما يحدث لا يحتمله عقل، المصابون قبلك طوال التاريخ البشري لم يعش أسعدهم حظاً أكثر من عشر سنوات من عمره. نتائج مرضك تؤكد وفاتك بعد أشهر فقط، لكنك اخترت المواجهة، فلا بد من فتح باب المستحيل وتحقيق المعجزة، إذا استخدمت عقلك الذي لم يبق معك سواه وحققت المعجزة، هزمت المستحيل وعشت سبعين عاماً حققت ما لم يحققه أحد من قبلك، أصبحت علمياً أذكى رجل في الكون، جرى تصنيفك أهم عالم في زمانك، تزوجت وأنجبت أطفالاً، كل وكالات الأنباء تتناقل صورك وتصريحاتك، لم تبق بهجة في الحياة لم تحققها، عشت حياة سعيدة لم يعشها أحد قبلك، أخبرني، هل أنت أسوأ حالاً من ستيفن هوبكنز؟. إعلامية واختصاصية اجتماعية s.madani@alroeya.com

أخبار ذات صلة