أميرة العربي ومارينا ميشيل

من انتشر إحسانه، كثر أعوانه ـ مثل عربي كان أبوهما مدرباً لكرة القدم، ولهذا ولدا جاريت وكيلي في بيت رياضي، طيلة أيام الأسبوع تدريبات، وفي عطل نهاية كل أسبوع تقام المباريات والمنافسات، وحتى في أوقات الفراغ كان مشاهدة مباريات كرة القدم على التلفاز هو الخيار الأول لجميع أفراد العائلة. حب كرة القدم يمشي في عروق هذه الأسرة. في عام 2006 أقيمت بطولة كأس العالم في ألمانيا، وقد خططت الأسرة لحضور المنافسات، وقد عم الاندهاش الجميع بمجرد الوصول كيف هو الهوس في كرة القدم. حصلت الأسرة على تذاكر لحضور مباراة إيران /‏‏‏ أنغولا، وبمجرد دخول الملعب لاحظ الأخوين جاريت وكيلي كيف الملعب وقد امتلأ بمشجعي المنتخب الإيراني إلا في زاوية ضيقة من الملعب كانت أعلام المنتخب الأنغولي ترفرف بين مجموعة صغيرة من المشجعين ولكن كان حماسهم كبيراً، كيف لا وهي المرة الأولى في تاريخها تشارك في كأس العالم. بعد نهاية المباراة، حدث حوار بين الشقيقين، كيف عاشا في سلام وسهولة ممارسة أجمل هواية لديهما (كرة القدم) في بلدهما أمريكا، وكيف يعيش أفراد الشعب الأنغولي والذي كان في مجمله فقيراً ويعاني نقصاً في أساسيات الحياة من صحة وتعليم وغذاء. حيث تعتبر ممارسة الهوايات في آخر الأولويات إن لم تكن ليست من ضمنها. قرر الأخوان إنشاء منظمة خيرية أطلقا عليها اسم FUNDaFIELD تهدف إلى جمع التبرعات لإنشاء ملاعب كرة قدم بجميع مستلزماتها في الدولة الفقيرة ومخيمات اللاجئين تحفيزاً للأطفال لممارسة هوايتهم المفضلة والتي ربما قد يكونوا أحد نجومها في المستقبل. مشروعهم الحالي لبناء ملاعب كرة قدم يقام في مخيم بلابيك للاجئين السودانيين في أوغندا، حيث يوجد فيه قرابة 300 ألف لاجئ، 86 في المئة منهم نساء وأطفال وهو تحت إشراف الأمم المتحدة، كل واحد منا يستطيع المساهمة والتبرع من خلال موقعهم الإلكتروني. عدد عشاق كرة القدم اليوم يبلغ أربعة مليارات نسمة، أنظارهم تتجه هذه اللحظة نحو موسكو، يبقى عشق الأخوين جاريت وكيلي مميزاً لما قدماه من خير وحب وإنسانية للآلاف من الأطفال الفقراء. s.madhloom@alroeya.com مؤلف ومحاضر في التميز المؤسسي

أخبار ذات صلة