أحمد داغر

تراجيوكوميديا

المثل الشعبي لون شائع من ألوان التعبير الشفاهي للأدب الشعبي، يمتاز باختزاله اللغوي وبلاغة التراكيب التي يسهل تداولها وتوارثها، يعبّر به أفراد المجتمع عن خبراتهم ومعارفهم، فهو من أهم مصادر التاريخ الأخلاقي والاجتماعي للأحقاب الزمنية لكل أمة، حيث تشيع أمثال وتندثر أخرى، يتداولها الناس ويعيدون إنتاجها في مواقف وسياقات مختلفة. يُستخدم المثل الشعبي في النص عادة لدلالات اجتماعية أو اقتصادية أو بيئية أو دينية أو ثقافية، ويمتاز بالإيجاز والتكثيف والتشبيه، وأحياناً يصير عنواناً للنص، لما له من دلالة على مضمون الحكاية، سواء أخذ المثل كاملاً أو جزءاً منه، يستعين به الكاتب لتقوية حججه وتدعيم فكرة النص وبنائه، وإضفاء نوع من البلاغة والتشويق والصلة مع المتلقي، كون المتلقي عارفاً بخبايا المثل ومقاصده، وكذلك هو يسمعه في حياته اليومية. توظيف المثل الشعبي وأخواته من مأثورات شعبية بما حوته من قيم إنسانية في النص الأدبي، يمنح النص أصالته وهويته ويربطه بجذوره الاجتماعية، ويحدُّ من تأثيرات العولمة، وما تضطلع به من أدوار في جرف ملامح ثقافات الشعوب، وتغييب الإحساس بالانتماء وبالهوية. a.almajid@alroeya.com

أخبار ذات صلة