ترجمة: ياسر محمد

لا يمكن تصور أنك كمثقف عربي ربما تقرر قتل نفسك!مرعب تخيل أنك كلما أوغلت في رفع مستوى ثقافتك، ربما يصل بك الحال إلى الانتحار، فقط لأنك عربي! طرح مخيف وكارثي واتهام غير علمي وغير دقيق للحضارة العربية وإنسانها، رغم كل ما يعانيه من تأخر معرفي وإنساني عن حضارات الأمم الأخرى، هذه توطئة بسيطة لي كقارئة متواضعة تحاول تتبع خطوات المفكرين العرب وطرحهم لرفع المعيار الإنساني لديها، وهو هدف يشاركني فيه كل من يدمن القراءة، توطئة للتحدث على عجل عن كتاب مر مرور الكرام ولم يعط حقه من الأضواء، مثل كثير من نتاجات المفكر البحريني الكبير محمد جابر الأنصاري، الذي أنظر إليه - كقارئة - بأنه من أهم المفكرين العرب في القرن الأخير، بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي حول محتوى بعض كتبه، كتابه «انتحار المثقفين العرب وقضايا راهنة في الثقافة العربية»، أفاد خلاله وكأن من أسباب الانتحار المبررة كونك مثقفاً عربياً، تجاهل المفكر العربي الكبير علم النفس وعلم الإحصاء، وناقش الموضوع وكأنه ظاهرة وهو من ناحية علمية يصل لنسبة صفر في المئة، قياساً بعدد سكان الأمة العربية، وحتى بالنسبة لعدد المثقفين العرب، هذا إذا اتفقنا قبلها على تعريف المثقف، أنزه مفكراً بحجم الأنصاري أن يكتب كتاباً بغرض التكسب التجاري.الانتحار ليس من أسبابه أن تكون مفكراً، سواء أكنت عربياً أم غربياً، الانتحار مرض نفسي بحت يبدأ بالسيطرة على العقل، ليقرر بعد ذلك إنهاء حياة صاحبه، كتاب غير دقيق ويفتقد لأبسط أدوات الباحث، وهذا ما يجعل المعلومات التي تطرح دون إثبات عبر أدوات الباحث، هي معلومات هشة لا يمكن الركون إليها!

أخبار ذات صلة