أميرة سيد

عندما تسأل أحد المثقفين عن رأيه في التفكير العنصري، ستجد أن ملامحه تتغير مع نبرات صوته ويتخذ موقفاً دفاعياً ضد فكرة السؤال من جذورها ويستنكره عليك، معتبراً أن من البديهي أن مفهوم العنصرية لا حضور له في حياته منذ ولادته وحتى آخر يوم في عمره ! هنا تأتي بكل مكر لتحادثه في الموضوع الأكثر رواجاً هذه الأيام في كل أنحاء العالم، إنه كأس العالم، المحفل الرياضي الأبرز على الكوكب، والذي يجذب اهتمام الرياضيين وغير المهتمين بالرياضة أيضاً، مجبرين على المتابعة أو ادعاءها على الأقل. بداية الاستدراج ستشهد حماسه الكبير تجاه فريق أو اثنين من المشاركين، وإعجابه الشديد ببعض النجوم ومتابعته لأخبارهم، ثم يصب جام غضبه على التحكيم في بعض المباريات! كل هذه سلوكيات طبيعية ومنطقية! وعند سؤاله عن الفريق الفلاني الذي انتصر على فريقه المفضل ستسمع العجب! أنواعاً من الاتهامات والإهانات التي لا علاقة لها بالأداء الكروي، بل بجنسية الفريق! ويصل بحديثه المشحون لحد أن الدولة الفلانية لا عاقل فيها بل كلهم مجانين! هل هذا حماس كروي؟ تقييم رياضي؟ يدافع عن نفسه بقوله: هذا رأيي!! العنصرية داء لا نشعر بتفشيه في فكرنا وأقوالنا، وبالمناسبة فقد عاقب الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، الدولة المضيفة «روسيا» بسبب رفع الجماهير الروسية لافتة توحي بالعنصرية في مباراتها الأخيرة ضد أوروغواي. s.alzarei@alroeya.com

أخبار ذات صلة