جورج إبراهيم

إسرائيل تطرح فرضية قيام علاقات مع الأسد ولكن هل يمكن ذلك بعيداً عن إيران؟ هذا سؤال مهم ويطرح فرضيات كثيرة حول إسرائيل التي لا يهمها في المنطقة سوى مصالحها وأمنها القومي، خصوصاً أن إسرائيل تشعر كما يشعر الأمريكان أنفسهم أن أمريكا سلمت سوريا للرئيس الروسي بوتين على طبق من ذهب، ويبدو ذلك جلياً من خلال الوعود الأمريكية منذ عهد الرئيس السابق أوباما وحتى اليوم حيث كل تلك الوعود الأمريكية حول سوريا ذهبت أدراج الرياح. يبدو واضحاً أن روسيا تحكم قبضتها على سوريا بشكل نهائي مما جعل الأمريكان غير قادرين على تحقيق تقدم ممكن في سبيل إصلاح الأوضاع في سوريا، وهذا ما سوف يذهب بإسرائيل لكي تناقش الوضع مباشرة مع الرئيس بوتين فزيارة نتنياهو إلى روسيا سوف تحمل مفاجآت أكبر مما نتوقعه، فالحدود السورية الإسرائيلية مشتعلة منذ بدأت الحرب الأهلية في سوريا وهذا يطرح أسئلة مهمة حول السيناريوهات المحتملة في هذه الزيارة. إسرائيل لا تستبعد إقامة علاقات مع بشار الأسد ولكن العقبة الأهم في ذلك هي إيران وهنا سوف تكون المعادلة السياسية معقدة إلى حد كبير فهل تستجيب إيران للضغوطات الأمريكية من خلال إسرائيل، لا أحد يعلم ماذا يمكن أن يتم في هذا المثلث إسرائيل وإيران وروسيا، أما الأسد فهو خارج المعادلة في ظل السيطرة الكاملة لروسيا على مفاصل العمليات العسكرية والسياسية أيضاً في سوريا. عندما ترحب إسرائيل بإقامة علاقات مع الأسد فهي تبعث التاريخ من جديد ولكن عقبة إيران هي الشوكة التي تسد حلق نتنياهو الذي يبدي عداء شديداً لإيران ورغبتها في امتلاك سلاح نووي وليس أمامه اليوم سوى أن يقوم بعملية إقناع ماهرة كي يوافق الرئيس بوتين على استبعاد إيران من معادلة سوريا، ولكن تظل إيران هناك في لبنان حيث حزب الله تترقب ولكن مع الزيارة لا يمكن أن نستبعد أي لقاءات سرية أو جانبية. في النهاية، قد تكون كل هذه الفرضيات غير دقيقة فلا إسرائيل ترغب في علاقة مع الأسد ولا إيران، ولكن الشيء المؤكد أن إسرائيل لن تسمح بأن تكون أرض الجولان مصدراً يهدد أمنها القومي ولو كان ذلك على حساب سوريا أو إيران أو حتى روسيا إن تطلب الأمر. a.hamad@alroeya.com

أخبار ذات صلة