ترجمة: أميرة سيد

أصبح من المشاهد المألوفة أن تجلس الأسرة مجتمعة في غرفة الجلوس ولكن لا يتحدث أحدهم إلى الآخر كل منهم ملتصق بهاتفه الذكي أو جهازه اللوحي وربما يخترق هذا الصمت صوت إعجاب أحدهم أو ضحكة أو تعليق سريع على ما يشاهده وببرود شديد ينظر له الجميع ويهزون رؤوسهم أو يبدون إعجابهم بإيماءة قصيرة ثم يعود كل منهم إلى جهازه الذكي مرة أخرى.لا يختلف الحال كثيراً في التجمعات العائلية أو حتى جلسات الأصدقاء في المقاهي فالكل صامت تماماً ولا يتحدث مع الآخرين وإذا حاول أحدهم الحديث ينظر إليه الجميع باستغراب لأنهم في حالة تركيز واستمتاع بما يشاهدونه!للأسف الشديد سيطرت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على حياتنا الاجتماعية بل إنها قضت تماماً على الحوار الإنساني الذي يمتاز بالفاعلية والحيوية والإنسانية وتبادل الآراء.ربما يلجأ البعض إلى الحوار الإلكتروني الصامت لأنه أسهل ولا توجد به معارضة أو رأي آخر يختلف عما يقول وإذا وجد من يختلف معه فمن السهل حذفه أو إنهاء المحادثة بكبسة زر وهو ما يفسر لجوء البعض إلى الصداقات الإلكترونية رغم زيفها وعدم مصداقيتها في كثير من الأحيان لأنه تعب ومل من الصداقات الإنسانية!إن الأسرة التي تتخلى عن الحوار مع بعضها البعض مخطئة تماماً وكذلك الصديق الذي يترك صديقه لمجرد الخلاف في الرأي معه مخطئ أيضاً فالعلاقات الإنسانية قائمة على التفاعل والاختلاف والاتفاق في الوقت ذاته والعلاقات الإلكترونية جامدة ومزيفة.أخيراً: الخرس الإلكتروني مرض اجتماعي خطير لا بد من مواجهته بالحوار والتفاعل الإنساني ولا يجب الاستسلام والاستسهال في التصدي له من أجل عدم انهيار حياتنا الاجتماعية.a.hadidi@alroeya.com

أخبار ذات صلة