عزة جرجس

على فكرة

في مثل هذا اليوم سنة ١٩٥١، قام أحد المتطرفين باغتيال العاهل الأردني عبدالله الأول داخل المسجد الأقصى. كان اغتيال الملك مزعجاً جداً، فالرجل يتمتع بشعبية جارفة في بلاده، وأعطى الاغتيال دلالات سلبية عن الوضع في الأردن، إذ اغتيل قبلها بأسابيع في العاصمة الأردنية (عمان) رئيس الوزراء اللبناني رياض الصلح من أحد عناصر الحزب القومي السوري الاجتماعي. أتذكر هذه الحادثة لأكثر سبب، فالأردن تجاوز تلك الأزمة بعزيمة الرجال وتضامن الجوار، كما تجاوز فيما بعد أزمات أقسى مثل محاولات القوميين المتطرفين الاستيلاء على الحكم، ثم أحداث أيلول الأسود، ويكرر التاريخ قصة الأردن مع الصمود والتكاتف، إذ يبدو أن أزمة الاحتجاجات الأخيرة قد أصبحت من الماضي، بفضل حكمة الملك عبدالله الثاني ودعم السعودية والإمارات والكويت. من المهم أن ينصف التاريخ الملك عبدالله الأول، فالرجل كان رأيه أن أهم أدوار الأردن هو منع تآكل الأرض الفلسطينية، وكانت معادلته بسيطة: وجود القدس والضفة تحت مظلة التاج الأردني أفضل من الاحتلال الإسرائيلي، فلو دخلت إسرائيل سيكون إخراجها عسيراً، ورأى أيضاً أن الاعتدال هو السلاح الأمثل - وفق ظروف العرب - لصد إسرائيل، وقد ثبت صواب رأيه سنة ١٩٦٧. قصة استشهاد عبدالله الأول تؤكد أيضاً أن الاغتيال وسيلة الضعفاء والحمقى، فقتل الرجال لن يمنع الأفكار الجيدة من الانتشار والدوام، وصناع الدول، تستمر أعمارهم باستمرار دولهم ولو استراحوا تحت الثرى. a.adnan@alroeya.com

أخبار ذات صلة