لين ماضي و جورج ابراهيم

السعادة إحساس يود أن يصل إلى أقصى ذروته كل بني البشر، ويستهلك الناس كل إمكانياتهم وطاقاتهم للوصول إليها، ويسلكون مختلف الطرق ويبذلون مختلف السبل وتتنوع وسائلهم لتحقيقها. تختلف مسببات السعادة من شخص لآخر حسب مستوى تفكيره واطمئنانه ورضاه بما قسم الله، وإني لأجد من خلال مواقف كثيرة أن السعادة تعشق الفقراء، ولمست ذلك في أعين الفقراء الجميلة، فهم لا يحملون لقوت الغد هماً وبالاً، إنهم مطمئنون بأن من أطعمهم بالأمس واليوم، جلّ في علاه، ضمن لهم رزق الغد بمنته وفضله وخيره. هم على يقين بأن الله قدّر لهم هذه الحياة البسيطة، فهم لا يتعبون أنفسهم بالسخط وندب الحظ. هؤلاء الفقراء يسر الله لهم أسباباً متنوعة تزيدهم سعادة، هم على يقين بذلك وينتظرون هباته في كل يوم. سعادتهم لا يربطونها بمكان أو طقس أو شخص أو مال، هم يستمتعون في أي مكان وفي كل الظروف. حتى في ذلك اللهيب الحار في سموم الصيف أرى بعضهم جالساً تحت شجرة خضراء، يتحدث مبتسماً في هاتفه أو مع رفيق له غير مكترث، لقد أغناه ظل الشجرة والعشب تحته عن هواء المكيف والكنبة المريحة. فالطبيعة أهدته إحساس السعادة بالرغم من قساوة حرها وجمود شتائها، وقطعة من الخبز مع كوب من الشاي المشرب بالحمرة تشبعه، وتمده بطاقة للحياة والعمل والسعادة. لقد أغنته هذه اللقمة البسيطة عن مختلف أنواع الموائد المملوءة بأشكال وألوان من وجبات الفطور الغنية بالفيتامينات والمعادن والكالسيوم. فعلاً السعادة غنية تعشق الفقراء. w.mazroui@alroeya.com

أخبار ذات صلة