أحمد داغر

تخلخُل الثقة بما عند المستقبل، هيأ النفس البشرية للسكون إلى الماضي والركون إليه، بوشائج عصية على النسيان، حفزت الرغبة في تجاوز الآنيّ وأدامت النبش في حاويات الذاكرة، بحثاً عن حياة مشتهاة بأحداثها وشخوصها في حنين دائم إلى زمن تولّى.أهم الروايات التي ساقت إبداعات كتابها إلى الخلود، كان الحنين إلى الماضي بطل مواضيعها «فالأرض الناشفة تحتفظ بآثار الماضي، فكيف بالدماغ الحيّ؟» هكذا تساءل غائب طعمة فرمان في روايته «المرتجى والمؤجل»، وسارتر في «الغثيان»: «نحن متروكون في الحاضر، أما الماضي فنحاول عبثاً أن نتصل به». وحددها ماركيز بالعُمُر في «عشتُ لأروي»: «في سن المراهقة يكون اهتمام الذاكرة منصباً على المستقبل، لم يكن الحنين قد حول الذكريات إلى المثالية». وفي مقطع آخر: «كانت حياة الجدّين خاضعة لسطوة مسقط رأسيهما، لم يكن هناك ما يُطهى أو يُؤكل بالبيت، ما لم يكن متبّلاً بمرق الحنين».مهمة الانسلاخ عن الماضي مستحيلة، نبحث عن أثر من طفولة أو شباب، وتصير خردة الذكريات رفاتاً مقدساً، كل هذا مرده إلى قلقنا من النضوج، من التغير، من تجديد أنفسنا.a.almajid@alroeya.com

أخبار ذات صلة