ترجمة: جهاد عصام

قصة «المعطف»، التي كتبها الروائي الروسي «نيكولاي غوغول» عام 1842، وقد تحولت للمسرح والسينما فيما بعد، وفيها تناول سيرة حياة بطلها أكاكي، الذي كان يعمل ويعمل، طوال ساعات الدوام، وبينما كان زملاؤه يتسامرون ويضحكون، كان هو يقوم بأعمالهم جميعاً، ويضطر لحمل العمل إلى البيت، علماً بأنه أقلهم مرتباً، فهو لا يملك أن يغير معطفه المهترئ؛ بمعطفٍ جديد وذلك لفقره، فكل حين يقوم برتقه وترقيعه، حتى استعصى ذلك، وأخيراً اضطر لأن يستبدله بآخر جديد بعد شهور من تقنين المصاريف..يوم تَسَلَّم المعطف ولبسه وسار في الشارع ليلاً، شعر بأنه يرتدي حلمه، فالمعطف الجديد كان حلماً ادخر له شهوراً حتى يتحقق، وقد أبدع «غوغول» في وصف حالة ومشاعر أكاكي وهو مستمتع بمعطفه في أجواء روسيا الباردة جداً، وعندها هجم عليه لصوص، ضربوه وسرقوا المعطف، ومات من أثر الفاجعة، والضرب، والبرد الشديد، فاجتمعت الأسباب.إنها قصة تتكرر يومياً مع البشر، ليس بأحداثها وتفاصيلها، بل ببعدها الإنساني، واستلاب الحقوق، وفي هذا المقام، أنوه لاستلاب الفكر والطاقة والوقت، فهم كثرٌ هؤلاء الذين يبنون أمجادهم على حساب غيرهم، يسرقون وقتهم وجهدهم وأفكارهم وطاقاتهم.أذكر إحداهن، وقد بدت في البداية بمظهر المسكين الذي يحتاج إلى رعاية ودعم، فما كان من إحدى السيدات من أصحاب الخبرة، إلا أن تولتها بكرمها، واستطاعت الأولى بمهارة أو بمكر، أو ربما بذكاء، أن تبتز الثانية على مدى سنوات، واستطاعت أن تعتلي درجات السلم حتى وصلت لمكانة لم تكن تحلم بها، مستغلة الوقت والجهد والطاقة لصاحبتها التي كبرت ونفذت طاقتها، فصارت محل عطفٍ من الأولى.. التي أصبحت تُقَدِّم لها الفتات قائلة «لأنك محتاجة»، يا لها من ذكريات.b.shaban@alroeya.com

أخبار ذات صلة