جهاد عصام

فقط

سواء كنت ممن يؤمن بثبات الزمن وأننا العوامل المتحركة عبره، أو ممن يظن أنه ثابت وأن الزمن من يعبره؛ تظل النتيجة النهائية هي ذاتها: عمرٌ سيمضي بنا. وبما أننا ماضون في رحلتنا الزمنية هذه بكل الأحوال، فإننا من يختار الارتحال ضمن قافلة الجمع أو الطرح.وفي هذا النوع من الحساب نتقن جميعاً بلا استثناء القوانين الرياضية التي تتماشى مع شخصياتنا الفريدة، فيصبح اليوم رقماً محدداً يضاف إلى الرقم الكلي، أو يطرح منه.يُحدد الناتج النهائي لعمليتك العمرية الحسابية بناء على ما قررت أن تجمعه. فنجد حزب «الجامعين» منهمكين في اقتناص الفرص التي تهديها لنا الحياة من اللحظات السعيدة، إضافة إلى ما نسعى نحن إليه بكل ما أوتينا من جهد في سبيل خلق سعادة نؤمن أنها حقٌ مشروعٌ لنا.وكلما التفت الجامع هنا لما مضى، سيجد أنه قد كسب من رحلاته تلك قصصاً سعيدة تُروى بغض النظر عن عدد ما في جعبته منها. فيكون الزمن هنا عاملاً مساعداً في صبغ الحياة بالتشويق والمتعة. مقارنة فيما لو أثقلنا كاهلنا بطرح الأوقات التي مرت بنا ولم نشعر فيها بالسعادة أو بالرضا الذاتي.لذلك نحن من يقرر ما إذا كان الزمن صديقاً أم عدواً لنا. وإن كنت من أولئك الذين نشؤوا في بيئة اعتادت على لوم الزمن على ما كان ويكون وسيكون يوماً ما، فبإمكانك أن تخترق فقاعة الرأي تلك، وتغير المنظور الذي تعامل الزمن وفقه. فلا يملك أي كان حق منعك من أن تكون «جامعاً» أيضاً بطريقتك الخاصة ووفقاً للوتيرة التي تختارها أنت.لذلك يكفينا من حساب العمر أن نصل إلى مرحلة الوعي الذي يمثلنا بوصفنا أشخاص مستقلين، وللحد الذي نشعر معه بأننا دون تفاؤلنا أشخاص مختلفين، وللخبرة التي تضمن لنا ألا نكرر أخطاءنا أو أخطاء غيرنا أيضاً. يقول أوسونيوس: «دعونا نتغاضى عن مسألة العمر. ولنركز على الأوقات السعيدة التي نحظى بها، عوضاً عن الانشغال بحساب عدد السنين التي قضيناها في هذه الحياة».r.algebreen@alroeya.com

أخبار ذات صلة