وداد أبوشقرا

اشتريت كتاب «ذات» لصنع الله إبراهيم، حينما كنت وقتها في مدينة مصر الجديدة، ولأن اسم الكتاب قد راق لي، وضعته سريعاً في سلة المشتريات، وحينما عرض مسلسل «بنت اسمها ذات» في رمضان 2013 لم يكن أحد في الخليج، قد قرأ الرواية الأصلية إلا قلة قليلة، ولم تكن بتلك السهولة والبساطة التي جاءت في طيات المسلسل، لقد استطاعت السيناريست مريم نعوم تحويل الرواية الصعبة إلى مشاهد مؤثرة وثرية، حتى أن جميع من عمل في المسلسل قد أصبح نجماً بسبب قوة المشاهد المعبرة، إذ تناول المسلسل فترة تاريخية فاصلة في التاريخ المصري المعاصر، من خلال فتاة ولدت في يوم انطلاقة ثورة 23 تموز 1952، وبرز تطور الحياة المصرية بكل ما فيها من خلال مسار حياة هذه الفتاة التي أطلق عليها والدها اسم (ذات الهمة) وهو اسم يعود إلى التراث وإلى السيرة الهلالية. ويقدم من خلال حياة هذه الفتاة التطورات الاجتماعية من مجتمع التأميم، ومجتمع الإصلاح الزراعي والبناء، إلى الحروب التي خاضتها مصر في العام 1956، مروراً برحيل الزعيم جمال عبد الناصر، ثم تولي أنور السادات الحكم وخوضه حرب 1973 وما تبعها من انفتاح اقتصادي، وصولاً إلى ثورة الـ 25 من يناير.جاءت في ذاكرتي «ذات» وتذكرت إعجابها بزميلها «عزيز» الشاب المناضل، والذي زج في السجن لأكثر من مرة، لكن للأسف هاني عادل أو «عزيز» لم يكن يرى في «ذات» فتاة أحلامه، وكان مبهوراً بصديقتها «صفية» وقد اختارها شريكة لحياته، فيما تزوجت «ذات» برجل بسيط جداً ألا وهو عبد المجيد، ولا أظن أحداً قد شاهد المسلسل ولم يغرم بباسم سمرة وهو يؤدي دوره العظيم «عبده»، بعد سنوات متغيرة وطويلة حدث أن غضبت «ذات»، وذهبت إلى الإسكندرية لزيارة صديقتها «صفية» وهنا تكشفت الحقائق أمامها، فالمناضل الشاب الذي كانت مغرمة به، قد تحول إلى رجل شبح، بلا وظيفة أو حياة، فنضاله وسجنه الدائم لم يأت له إلا بالأمراض والكآبة وقلة الحيلة، ووقتها قررت «ذات» أن تعود إلى «عبده» الرجل المحب والمكافح لأسرته، فهو وطنها الحقيقي، حيث كانت حياته عبارة عن مجرد كفاح لإسعاد أسرته، ولم يكن «عبده» يوماً ما أنانياً أو يفكر ولو للحظة في إيذاء مشاعر «ذات»، رغم عدم إعجابها بطموحه البسيط، ولكنها عادت إلى وطنها الحقيقي!s.matar@alroeya.com

أخبار ذات صلة