ترجمة: أميرة سيد

في ظل مسؤوليات الحياة التي لا تنتهي، وفي معترك الروتين اليومي وتحديات العمل والأسرة والأهل والأصدقاء المتعاقبة، يجد الإنسان نفسه في حاجة شديدة إلى الهروب والاختلاء بنفسه ولو لسويعات قليلة، يجدد فيها نشاطه ويعيد شحن بطاريات الأمل والمثابرة لديه، من أجل مواصلة رحلة الحياة بنجاح.البعض يُفضل الذهاب لشاطئ البحر كي يغسل همومه في المياه، والبعض الآخر يهرب إلى البر أو الصحراء حيث الفضاء والهدوء، وهناك من يذهب للحدائق كي يستمتع بالزهور، بل إن هناك من يذهب إلى مكان مرتبط بمرحلة عمرية معينة في حياته، كأن يذهب إلى مدرجات الجامعة ويجلس وحيداً يستعيد ذكرياتها، أو يذهب إلى الحي الذي نشأ وترعرع فيه، أو إلى مطعم محبب إلى قلبه ومعدته.. إلخ.كثيرة هي الأماكن التي يمكن أن يختلي فيها الإنسان بذاته من أجل إعادة ترتيب أولوياته، وتقييم ما نجح أو فشل في تحقيقه، ومواجهة ضغوطات الحياة المتوالية التي تزداد يوماً عن يوم.لكن يظل السؤال مطروحاً، متى تصبح الوحدة مفيدة؟ الوحدة واختلاء الإنسان بذاته التي تسفر عن نتائج إيجابية، كإنجاز عمل صعب، أو مراجعة الذات بصدق، والانطلاق نحو الأفضل مفيدة للغاية، ولكن أن يكتئب الإنسان وينغلق على ذاته، ويرفض التعامل مع المجتمع، فهي مرفوضة شكلاً وموضوعاً.أخيراً: يقول الإمام الشافعي رحمه الله:إذا لم أجد خلاً نقياً فوحدتيألذ وأشهى من غوي أعاشرهوأجلس وحدي للعبادة آمناًأقر لعيني من جليس أحاذرهa.hadidi@alroeya.com

أخبار ذات صلة