عبدالله جويد

احتلت قيادة المرأة السعودية للسيارة حيزاً كبيراً في الفكر الاجتماعي الراهن والرأي العام طوال السنوات الماضية، وتبلورت المواقف نحوها في اتجاهين، وبعد شدٍّ وجذب شهدهما المجتمع، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، ليسدل الستار على تاريخ طويل من نضال المرأة لنيل موافقة بقيادة السيارة أُسوة ببقية دول العالم. لكن هناك قصة جديرة بالذكر حدثت منذ نحو 66 عاماً، (عام 1378هـ)، حيث منح القاضي الشيخ علي بن سليمان الرومي، ترخيصاً لامرأة من أجل قيادة السيارة في السعودية. فقد أوضح المؤرخ عبدالكريم الحقيل، الذي قصّ لـ «العربية. نت»، ما حدث وقتها، أنه سمع القصة من الشيخ ابن الرومي رحمه الله المتوفى سنة 1423 هـ. وتفاصيل القصة أن شخصاً كفيفاً كانت له ابنتان وسيارة كانت تقودها إحداهما وتخدمه، وكان يأتي ليبيع منتجات في السوق، حيث تقود إحدى ابنتيه السيارة. ويقول لقد «اعتبر أهل السوق في ذلك الوقت الأمر منكراً، كيف لسيدة أن تقود السيارة، وهو أمر غريب عليهم أن يشاهدوا خلف مقود السيارة فتاة». وأكمل المؤرخ قائلاً: «إن أهل السوق ذهبوا بالكفيف وبناته للقاضي علي الرومي، فاستمع لأقوال الكفيف وظروفه وحاجته بأن تقود ابنته السيارة، فأجاز لابنته قيادة السيارة. كما لم يكتفِ القاضي الرومي بإجازة القيادة، بل شرح لأهل السوق أنه لا يوجد نص شرعي يُحرم قيادة المرأة للسيارة». وتابع «بذلك، يكون قاضي المجمعة الشيخ علي الرومي، أول من أصدر رخصة قيادة لامرأة في السعودية في ذلك الوقت عام 1378 هـ، وهو من علم الشيخ رحمه الله وفقهه في هذه الأمور». ومن ثم عادت التقاليد لمنع المرأة من قيادة السيارة واستمر الأمر مما حتم استقدام السعوديون مئات الآلاف من السائقين من دول أجنبية مختلفة في تقاليدها وأخلاقياتها وعقائدها، وحدثت بعض المشاكل فضلاً عن استنزاف الملايين من السيولة النقدية الوطنية للخارج. السماح للمرأة بالقيادة يؤدي إلى الاستغناء عن نحو 500 ألف سائق وافد، وما لذلك من مردود اجتماعي واقتصادي، وكثيرة تلك القصص التي قرأناها أو سمعنها بها، والتي تتحدث عن جرائم اختطاف أو تحرش جنسي أو قتل كان سببها اضطرار المرأة العاملة أو الطالبة للتنقل بين المنزل والعمل والدراسة مع الغرباء وضعاف النفوس. ومن شأن قيادة المرأة أن تحد من هذه الظواهر السلبية .. وعليه نبارك للقيادة السعودية وللمرأة السعودية هذا القرار الصائب. كاتبة صحافية m.noaimi@alroeya.com

أخبار ذات صلة