جورج ابراهيم

نقطة من أول السطر

من ينشد حياة بدون مشاكل وصعوبات، كمن يطلب التنفس بدون أكسجين أو عدم العطش والجوع، إن مسيرتنا مع الضنك والمشقة والألم والهم والحزن ماثلة وواضحة ولا مجال لإنكارها بل لا يوجد إنسان سيقول إنه لم يمر به حزن نهائياً أو لم يقلق ويشعر بالهم والكآبة. جميعنا بطريقة أو بأخرى نتعرض للمنغصات منها الكبيرة وهناك الصغيرة، والمهم أن لا نتوقف عند هذه المحطات البائسة وألا نطيل المكوث في بقع الحزن، بل علينا أن نشحن أنفسنا دوماً بالسعادة ونتذكر دائماً ما بين أيدينا من النعم والخير، ونعظم ما نملكه، لكن الذي يحدث من البعض أنه عند مرور محنة أو حدث محزن، يعيشون تفاصيل المصاب في كل لحظة ووقت، ويستمر معهم بدون انقطاع لعدة سنوات، فيأخذ من أنفسهم وأرواحهم الكثير من البهجة فتسوَد الدنيا وتقتم الحياة في أعينهم، ولا أحد يلومهم على الحزن، ولكن اللوم يقع على القنوط واليأس. وما يحدث أن الكثير يقعون فريسة للألم ويتلبسهم الهم بشكل مستمر، ومع مثل هذه الحالة لا يبقى للطعام ذوق ولا في النوم راحة ولا في مباهج الحياة سرور وفرحة .. والفطن والذكي هو من يأخذ من القصص التي تتردد على مسامعنا عبرة وعظة فلا حزن أعاد عزيزاً ولا قنوط عالج مريضاً ولا يأس منع فشلاً وانهياراً .. نعم نحزن ونألم، ولكن بأمل وتسليم بقضاء الله وقدره. f.mazroui@alroeya.com

أخبار ذات صلة