لمياء حسن ومارينا ميشيل

كما يُتداول سؤال التفكير خارج الكلمات، فإن ثمة سؤالاً يقابله، وذاك سؤال يتمحور حول إمكانية وجود كلام يقع خارج نطاق الفكر، فأما عبدالسلام المسدّي فيرى أن الكلمات خارج الفكر ليست إلا أصواتاً متجرِّدة من الدلالات كأصوات الحيوانات ومُحرِّكات الآلات، في حين أن سابير يؤمن بإمكانية ذلك، كهذه الجملة المتداولة في الحياة اليومية: «حظيت بإفطار جيد هذا الصباح».ولو تأمّلنا العبارة لأدركنا أنها تنتمي إلى نطاق التفكير، غير أنها ليست في المستويات العُليا منه، وذلك نظراً لاعتيادية الجملة، فلو كانت منزوعة من الحيّز التفكيريّ لجاءت حتماً على شكل غير مُعْرِب مثل: «جيّد الإفطار الصباح هذا حظيت».ونقيس على ذلك الكثير من العبارات الدارجة على الألسنة مثل: «السلام عليكم»، و«كيف حالك؟»، و«رحمه الله»، إضافةً إلى ما يُردّ به على كل منها، فبرغم أننا نقولها تلقائياً، إلا أن ذلك ليس مُسوِّغاً لنفي التفكير عنها، فلو كان الزعم صحيحاً لردّ أحدهم على «السلام عليكم» بعبارة «رحمه الله» مثلاً من غير وعي، ومن ثم فإن تداوليّة الكلمات لا تنفي عنها سمة التفكير. a.hammadi@alroeya.com

أخبار ذات صلة