باعوا قواربهم وقرروا هجر الحرفة

سلامة الكتبي ـ الشارقة

أكد عدد من صيادي إمارة الشارقة أن ارتفاع أسعار وقود الطرادات كبدهم خسائر مالية، وبات يتصدر المصروفات المخصصة لرحلات الصيد التي تراجعت بشكل ملحوظ أخيراً، في ظل تراجع الأرباح الموسمية من حصيلة الصيد إلى 150 في المئة، مقارنة بالفترات السابقة.

ودعوا إلى دعم أسعار الوقود التي باتت تشكل تحدياً رئيساً لهم، موضحين أن الكثير منهم باعوا قوارب الصيد الخاصة بهم، وقرروا هجر الحرفة التي ورثوها من الأجداد.

بطاقات دعم

من جانبها، ناشدت جمعية الصيادين في الشارقة، الجهات الحكومية المعنية بدعم الصيادين، عبر توفير بطاقات دعم خاصة بتعبئة البترول لهم، ما يسهم في زيادة رحلات الصيد وتشجيع المواطنين على الاستمرار في هذه المهنة.

60 % تراجع الرحلات

أخبار ذات صلة

بحث مسودة منهاج الذكاء الاصطناعي في المدارس
3 سنوات والإبعاد لعصابة تسرق الفلل الخالية


وقال الصياد سعيد الزعابي، إن زيادة أسعار الوقود أدت إلى تراجع عدد الرحلات البحرية بنسبة 60 في المئة، بعدما بات الصياد يزود خزانات القارب بوقود بقيمة 500 درهم بالكاد يكفيه لرحلة بحرية واحدة مدتها سبع ساعات ولا تتعدى مسافتها في البحر 80 كيلومتراً تشمل المناطق البحرية القريبة من الساحل.

وأردف أن إجمالي المبالغ الشهرية التي يدفعها الصيادون على وقود طراداتهم لا تقل عن 20 ألف درهم، قد تزيد أو تنقص، حسب عدد الرحلات المرتبطة بالأحوال الجوية للطقس، فضلاً عن المصروفات الأخرى المتمثلة برواتب شهرية لسبعة عمال على الأقل، فضلاً عن تخصيص بعض الصيادين للعمال 50 في المئة من الحصيلة الإجمالية للصيد الموسمي.

وأوضح أن قيمة إيجار سكن العمال لا تقل عن 2900 درهم شهرياً، وأن قيمة فاتورة استهلاك الكهرباء 1700 درهم شهرياً بالحدود الدنيا، إضافة إلى أن صيانة الطراد لكل 100 ساعة استخدام في البحر تراوح بين 2000 و2500 درهم، فيما تبلغ أسعار الطُعم المستخدم في صيد السماك 1000 درهم لكل رحلة بحرية.

وأكد أن عدداً كبيراً من صيادي الإمارة اضطروا مع تأخر موسم الصيد السنوي وارتفاع تكاليف الصيد إلى بيع طراداتهم.

وأوضح أن القيمة الإجمالية للمصروفات الشهرية خلال موسم الصيد الذي يستمر ثلاثة أشهر أدت إلى تراجع الأرباح الموسمية بنسبة 150 في المئة مقارنة مع أعوام سابقة.

تكلفة باهظة

أفاد الصياد إبراهيم غانم آل علي بأن أرباح معظم الصيادين الذين يصيدون بشباك «الليخ» تراجعت بنسبة تزيد على 50 في المئة مقارنة بأعوام سابقة، لارتفاع أسعار الوقود الذي تشكل أسعاره نسبة 30 في المئة من إجمالي المصروفات العامة لرحلات صيد الأسماك خلال الموسم.

عزوف

ووافق الصياد يوسف المرزوقي هذا الرأي، حيث أكد أن رحلات الصيد ترجع في أحيان كثيرة بشباك فارغة وبلا أي حصيلة.

وأردف أن 70 في المئة من الصيادين قرروا العزوف عن المهنة التي أضحت «لا تُسمن ولا تغني عن جوع».