إخلاص شدود

بعد انقضاء محكوميتها المخففة لحسن السلوك

فوجئت «نورا»، نزيلة سجن النساء في دبي، بعرض زواج من شاب أبدى كل الاستعداد للاقتران بها وهي خلف القضبان، ودفع «الدية» عن جريمة قتل سجنت بسببها.

بكلمات ممزوجة بالحرقة والأسى روت نورا، من جنسية دولة عربية، قصتها لـ «الرؤية» منذ أكملت دراستها وتخصصت في مجال التجميل، ليأتي يوم ويتقدم لخطبتها رجل يكبرها بـ 16 عاماً.

وتتحدث نورا: «كان عمري آنذاك (21 عاماً) والرجل في الـ 37 من عمره إلى جانب أنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال، إلا أنني لم انتبه لكل هذا، بعد أن علمت بأنه يعمل ويسكن في دبي، لأوافق من دون تفكير على الزواج منه».

وتابعت: «بعد أسبوع واحد على زفافي بدأت الصورة تتضح أمامي، إذ رفضت زوجته الأولى الزواج الثاني ورحلت متخلية عن بناتها الثلاث ليعهد لي بتربيتهن، وأنا شابة صغيرة تحتاج لمن يرعاها لا أن ترعى ثلاثة أطفال».

وأضافت نورا: «منعني زوجي لاحقاً من العمل بحجة أن الأطفال برعايتي، وتقبلت هذا الأمر متأملة من الله أن تتغير الحال لاحقاً، وبعد فترة قصيرة حملت وأنجبت طفلاً ذكراً ملأ حياتي وبدأت انشغل بتربيته، مع رعاية بنات زوجي الثلاث، اللاتي أحببتهن وأحببنني وتعودن على وجودهن تحت رعايتي».

واستطردت: «في أحد الأيام حيث كنت اهتم بطفلي داخل البيت سمعت ضجة خارج الفناء وصوتاً مرعباً، فتوجهت مسرعة لأرى ابنة زوجي الصغرى وقد سقطت عن دراجتها مضرجة بالدماء، ومن ثم لحقت بها الفتيات والخادمة وبدأن يصرخن بخوف وحزن».

أخبار ذات صلة

شرطة دبي تعيد أمتعة سائحة بعد فقدانها بـ30 دقيقة
رأس الخيمة: إحباط محاولات لتهريب 428 كيلو مخدرات


وأردفت: «خفت كثيراً واتصلت بزوجي مباشرة، فطلب مني التوجه إلى المستشفى وكانت الطفلة لا تزال على قيد الحياة، وبعد فترة قصيرة خرج الطبيب ليعلمنا بنبأ وفاتها».

وتتابع نورا: «تم استدعاء أم الصغيرة وهنا اتهمتني بأنني من دفع الطفلة عن دراجتها، وأنني السبب في وفاتها، وفعلاً لم أملك أي دليل على براءتي، ولم يشهد أحد في المنزل معي على ما حدث، ليحكم علي بالسجن عشرة أعوام، وهنا عهدت بتربية طفلي إلى والدتي في بلدي وتخلى عني زوجي، مصدقاً ما نسب إلي من دون أن يفكر للحظة واحدة أني بريئة».

وأكدت أنها صدمت في البداية وتألمت لكنها تقبلت الوضع فيما بعد، وحفظت القرآن الكريم لتخفض مدة سجنها إلى النصف، وبدأت تقضي وقتاً طويلاً في قراءة الكتب وتعلم حرف يدوية مختلفة وتساعد النزيلات الأخريات وتنفذ كل ما يطلب منها، الأمر الذي منحها حسن السيرة والسلوك طوال مدة إقامتها في السجن، وبعد خمس سنوات طلب منها دفع الدية كي تتمكن من الخروج، لكن زوجها كان تخلى عنها، وكذلك عائلتها التي لا تملك المبلغ المطلوب.

وقالت نورا: «تعرفت إلى إحدى الموظفات في جمعية خيرية ونقلت قصتي لشقيقها، وبعد أن سمع حكايتي أبدى تعاطفه وطلب التواصل مع عائلتي في بلدي، وبالفعل ساعدتني شقيقته بأن يتواصل مع أهلي، واقتنع بما أقول ودفع الدية كي استرد حريتي ومن ثم طلب أن يتزوجني».

وأردفت: «لم أصدق طلبه في البداية، وفوجئت به، فهل يعقل أن يتزوج مسجونة، وهل سيقبل أن يرتبط اسمه باسمي؟ وبعد تردد وتفكير وافقت على طلبه بعد انفصالي رسمياً عن زوجي الذي لم أره منذ سنين، لأتزوج برجل منحني الحب والثقة والأمل».

وأكملت: «أنا الآن سعيدة وسأبعد كل الذكريات المؤلمة عني، وحالياً لدي الكثير من الخطط التي سأقوم بها مع زوجي بعد خروجي من مكان لن أقول عنه أنه كان سجناً، بل مساحة منحتني الكثير لأتصالح مع نفسي».