رانيا أبوزيد

فحص الأشعة الصدرية من دون تدخل بشري

تباشر هيئة الصحة بدبي العام الجاري تفعيل حزمة تقنيات طبية وخدمية جديدة متصلة بالذكاء الاصطناعي.

وتشمل الحزمة مشروع «تتبع تدهور حالة المريض» لجميع المرضى المنومين في المستشفيات التابعة للهيئة، وبرنامج «المحادثة الذكية» على مدار الساعة، ومن المقرر تطبيقه على جميع خدمات الهيئة في الربع الثالث من 2019، إضافة إلى بدء تطبيق المرحلة الفعلية من مشروع توظيف الذكاء الاصطناعي في فحص الأشعة الصدرية من دون تدخل بشري داخل مراكز اللياقة الطبية والصحة المهنية في الإمارة.

تتبع تدهور حالة المريض

تفعّل الهيئة مشروع «تتبع تدهور حالة المريض» عبر الذكاء الاصطناعي، ويشمل جميع المرضى المنومين في المستشفيات التابعة للهيئة في المرحلة الأولى، لا سيما الحالات الخطرة بهدف تخفيض نسبة الوفيات.

وقال رئيس قسم تطوير التطبيقات في إدارة تقنية المعلومات في «صحة دبي»، وليد الظهوري، إن الهيئة ستربط نظام البيانات الصحية بالذكاء الاصطناعي، وسيتابع بدوره الحالات الحرجة ويحللها بناء على مجموعة من المعطيات، كماضي المريض، مؤشراته الحيوية، حالته الصحية، ضغط الدم، وحالة القلب، وإرسال تقرير عن الحالة في حال كان عرضة للخطر ويستدعي تشديد الانتباه والمراقبة من الطبيب المختص.

وأردف الظهوري أن الهدف من استخدام هذه التقنية هو الحد من تدهور حالة المريض وعدم دخولها مرحلة الخطر، وبالتالي خفض نسبة الوفيات في الإمارة، مشيراً إلى أن المشروع حالياً قيد الدراسة، وسيطبق تجريبياً لاحقاً، على أن يطبق بشكل فعلي العام الجاري.

أخبار ذات صلة

بحث مسودة منهاج الذكاء الاصطناعي في المدارس
3 سنوات والإبعاد لعصابة تسرق الفلل الخالية


وأوضح أن تطبيق المشروع يتم بالتعاون مع حكومة دبي الذكية، حيث وضع الفريق الطبي المختص في الهيئة فكرة المشروع، وعرضها على حكومة دبي الذكية التي تدرس حالياً الإجراءات وتطويرها داخل مختبر الذكاء الاصطناعي التابع لها، للدخول في طور التطبيق.

تشخيص الحالات المرَضية

أشار مدير مكتب إدارة المشاريع في الهيئة إلى توجه هيئة الصحة بدبي للاعتماد على التقنيات الذكية الحديثة في تشخيص الحالات المرَضية التي تشمل عدداً كبيراً من الفحوص التي يمكن أن ينفذها الروبوت بدلاً من هدر وقت الطبيب.

ولفت إلى أن هذا التوجه سيسهم في تخفيض مدة التشخيص وبالتالي التدخل المبكر للعلاج، وكذلك تخفيض تكلفة رحلة العلاج، وتخفيض القوة العاملة المسؤولة عن إجراء هذه الفحوص، مع الحصول على جودة أفضل وأدق.

كما أوضح أن مؤتمر الإمارات التاسع لأمراض الأنف والأذن والحنجرة والسمعيات واضطراب التواصل، الذي انطلقت فعالياته يوم الاثنين الماضي في دبي، شهد طرح استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في تشخيص أمراض الغدة الدرقية.

وأضاف أن استخدام تقنية الموجات فوق الصوتية في الكشف عن الغدة الدرقية لا تعطي حجمها الحقيقي بدقة، والذي يمكن تحديده على الواقع باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، وبالتالي سيكون تخطيط وتنفيذ العملية الجراحية أفضل، وكذلك تقليل وقت العملية، والموارد المستخدمة في إنجازها.

كما أشار إلى إمكانية الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحديد شكل الغدة الدرقية قبل طباعتها بدلاً من الاعتماد على اليد البشرية، وبالتالي اختصار فترة التشخيص من أيام إلى ثوانٍ من دون الاستعانة بطبيب مختص بالأشعة.

نظام المحادثة الذكي

وتابع رئيس قسم التطبيقات في إدارة تقنية المعلومات أن الهيئة وضعت دراسة شاملة للتعرف إلى مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعاتها، وخرجت بمخرجات وحددت الأولويات التي ستبدأ منها، وبناء على ذلك ستطلق نظام المحادثة بواسطة الذكاء الاصطناعي لخدماتها.

وبيّن أن النظام يمثل منظومة عالمية للذكاء الاصطناعي في برنامج المحادثة، تتوفر على مدار الساعة، خلال سبعة أيام في الأسبوع، وتقدم رداً سريعاً وإجابة مفصلة من دون الحاجة إلى موظف اتصال.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تشمل استخدام نظام المحادثة بواسطة الذكاء الاصطناعي للاستعلام عن خدمة التراخيص الطبية، حيث سيمكن لطالب الخدمة الولوج عبر التطبيق الخاص بموقع هيئة الصحة، وطرح أي استفسار يخص التراخيص الطبية.

ومن المقرر تفعيل خدمة نظام المحادثة من خلال الذكاء الاصطناعي فيما يخص التراخيص الطبية في الربع الأول من العام الجاري في المرحلة الأولى، على أن يشمل النظام باقي الخدمات التي تقدمها هيئة الصحة في الربع الثالث من العام الجاري.

فحص الأشعة الصدرية

من جهته، أفاد مدير مكتب إدارة المشاريع في هيئة الصحة بدبي، الدكتور محمد الرضا، باعتماد توظيف الذكاء الاصطناعي في فحص الأشعة الصدرية من دون تدخل بشري داخل جميع مراكز اللياقة الطبية والصحة المهنية والبالغ عددها 18 مركزاً.

وأشار إلى الانتهاء من مرحلة الـ POC Proof Of Concept أو إثبات المفهوم بنجاح، وانتقال المشروع حالياً إلى إدارة مراكز اللياقة الطبية والصحة المهنية لبدء تطبيقه بشكل فعلي العام الجاري بعد انتهاء المرحلة التجريبية.

وأردف أن المشروع أثبت كفاءته بنسبة تفوق 95 في المئة خلال المرحلة التجريبية التي شملت تجهيز الخدمة تقنياً، والانتهاء من الربط الإلكتروني بين تطبيق سلامة والنظام الجديد، ورفع ثقة الأطباء بها من جهة، وإقناعهم بمعادلتها لكفاءة الطبيب المختص من جهة أخرى.

وتضمنت المرحلة التجريبية تحليل 5000 صورة أشعة صدرية من قبل الذكاء الاصطناعي، وعرضها على الأطباء المختصين في المجال، حيث تبين أن النتائج متطابقة.

وذكر الرضا أن دقة التشخيص بواسطة الطبيب المختص قد تنخفض تدريجياً بعد مرور ساعات طويلة من العمل إلى 70 في المئة، بينما يحافظ الذكاء الاصطناعي على دقته التي تتجاوز 95 في المئة على مدار الساعة.

كما أردف أن نتائج الفحص كانت تتم في غضون خمسة أيام سابقاً، فيما سيقرأ الذكاء الاصطناعي صور الأشعة الصدرية بدقة عالية خلال ثوانٍ، ويصدر التقرير ويشخص الحالة مباشرة.