عزة سند ـ العين

واصلت جمعية التراث العمراني في دبي رحلاتها داخل الدولة التي تستهدف التعريف بـ 3500 موقع أثري وتاريخي تمتلكها الإمارات، ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث العمراني.

وحطّت رحال أعضاء الجمعية، أمس الأول في العين، حيث استضافتهم دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي وعرّفتهم بمجموعة من أهم معالمها الرئيسة، إذ اصطحب الوفد خلال الرحلة مجموعة من الأثريين والمرشدين السياحيين والثقافيين في جولة بين عدد من معالم المدينة الشهيرة.

وتضمنت الجولة مركز القطارة للفنون وسوق القطارة التراثي وواحة القطارة وقصر المويجعي، كما زار المرتحلون حياب مطر الكتبي أحد مرافقي المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما زاروا قصر الشيخ محمد بن خليفة ثم توقفوا عند مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء.

توثيق التراث

وأوضح رئيس الجمعية المهندس رشاد محمد بوخش أن الرحلة التي نظمتها الجمعية لأعضائها تستهدف نشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث العمراني وتوثيقه من خلال العمل مع مختلف الجهات المعنية بالتراث، وبالاعتماد على العمل الجماعي وتنسيق الجهود مع المختصين والمهتمين بالتراث العمراني في الدولة.

وأشار إلى أن فعاليات الجمعية تجسد هذا الدور، حيث تعقد المحاضرات والندوات العلمية والزيارات والرحلات الميدانية للمواقع التراثية والأثرية في داخل الدولة وخارجها، إلى جانب ورش العمل والدورات التدريبية وإصدار كتب ومنشورات تُعنى بالتراث العمراني.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


طبقات أثرية

واستهلت الجمعية رحلتها بزيارة أهم معالم واحة القطارة ومنها مركز القطارة للفنون، حيث تعرّف المرتحلون عبر مدير المباني التاريخية بالمنطقة الغربية محمد الظاهري إلى معلومات تاريخية عن المركز واستمعوا إلى تفاصيل عمليات الحفر والتنقيب بالمنطقة، والتي أسفرت عن ظهور العديد من الحفريات والآثار التي ترجع إلى العصر الحديدي والبرونزي.

وأوضح الظاهري أن أعمال التنقيب الأثرية كشفت خلال إنشاء المركز عن وجود خمسة أمتار من الطبقات الأثرية المتتالية التي تمتد من فترة العصر الإسلامي المتأخر إلى العصر الحديدي.

ولفت إلى أن التركيبات الصناعية الخاصة بالعصر الحديدي، والتي شكلت الطبقة الأولى من هذا التسلسل في الموقع، حفظت داخل الطابق الأسفل الذي أعيد تجهيزه خصيصاً كمعرض دائم جديد يروي تاريخ واحات العين.

قصور تاريخية

وبعد ذلك انتقل الجميع إلى قصر المويجعي أو قصر الشيوخ، حيث استعرضت إحدى مرشدات القصر كافة أركانه، موضحة لهم تاريخ بنائه ومكوناته وكيفية ترميمه وما عثر عليه من آثار قديمة للقصر تتضمن مسجداً كان يصلي فيه المغفور له الشيخ زايد، وبئراً للمياه وغرفاً للمعيشة ولاستقبال الضيوف.

بعد ذلك توجه الركب إلى قصر الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان، والذي يجري ترميمه حالياً استعداداً لتحويله إلى معارض فنية مختلفة تابعة لدائرة الثقافة والسياحة.

ذكريات ومواقف

وتوجه أعضاء الجمعية إلى بيت الوالد حياب الكتبي أحد مرافقي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي استعرض أمام الضيوف معلومات غزيرة عن حياة المغفور له ومآثره ومواقفه، فضلاً عن تاريخ مدينة العين وذكرياته مع المغفور له وروى العديد من مواقفه القوية تجاه مختلف القضايا الوطنية والإقليمية.عبر الزمن

وانتهت الرحلة في مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء، حيث تجول أعضاء الجمعية داخل المركز، واستمعوا إلى شرح من المرشدة الثقافية هيام الزرعوني التي أوضحت لهم جوانب عدة حول المركز الذي يعد صرحاً تعليمياً مهماً يجمع بين المعرفة والتعليم من خلال معارضه التفاعلية والوسائط المتعددة والمواد البصرية التي انتجت خصيصاً لهذا المركز بالاستعانة بخبراء ومتخصصين عالميين في هذا المجال.

ولفتت الزرعوني إلى أن المركز يتكون من 5 معارض تفاعلية تبدأ بقاعة تكريم الشيخ زايد وصحراء أبوظبي عبر الزمن وعالم أبوظبي الحي وأهل الصحراء وأخيرا نظرة نحو المستقبل.

وذهب أعضاء الجمعية في رحلة عبر الزمن استمعوا فيها إلى قصص وأفلام من توثق الماضي وتسرد الحاضر وتستشرف مستقبل الإمارات.