فاطمة المزروعي

على الرغم مما تحظى به دور النشر الإماراتية من رعاية واهتمام، وما تجده من دعم وتشجيع، إلا أن الكثير من تلك الدور أخفقت في الابتكار وتقديم آليات عمل حديثة تخدم أطراف المعادلة من ناشر ومؤلف وقارئ.

لم نلاحظ أي دار نشر قامت باختراق للمنظومة القديمة للنشر العربي، فلم يجرؤ أي ناشر على التجديد، وتغيير تلك الطريقة البالية التي لم تعد تتناسب مع هذا العصر.

أسوق لكم مثالاً على ما يتردد على ألسنة البعض من أصحاب دور النشر بأن الكتاب لا يحقق مكاسب، وأنه لا توجد أرباح مالية، وغيرها من مثل هذه الأسطوانة، وما دام الحال هكذا، يكون التساؤل البديهي لماذا هم مستمرون؟ هل يعقل أن عملاً استثمارياً لا يكسب بل يخسر وعلى الرغم من هذا تجده نشطاً ومستمراً؟ لن تجد أي دار نشر – دون تعميم – لديها هاجس فتح أسواق جديدة لها، والترويج لمؤلفيها بين وقت وآخر، إذا تم استثناء معارض الكتب.

فهل مثل هذه السلبية تتماشى مع الحديث عن الخسائر؟ لأن الذي يخسر يعمل على الترويج لبضاعته ويخفض ثمنها، ويتحالف مع الآخرين ويبتكر طرقاً للتوزيع والعمل على الوصول للقراء بأي طريقة ممكنة.

أعتقد أنه يجب أن تكون هناك مراجعة لآليات عمل دور النشر ومهامها، وألا تترك ساحة النشر وصناعة الكتاب لها، بل أن يُشرك المؤلف ويمنح الفرصة ليكون كدار نشر مستقلة بالحقوق نفسها والدعم الذي تجده دور النشر.

f.mazroui@alroeya.com

أخبار ذات صلة

بحث مسودة منهاج الذكاء الاصطناعي في المدارس
3 سنوات والإبعاد لعصابة تسرق الفلل الخالية