مروة السنهوري ـ الشارقة

خديجة الخالدي لـ :

تؤمن أننا لا نحقق الأعمال بالأمنيات بل بالإرادة والعمل، وأن الناجح هو من يسعى لمساعدة الآخرين، وتوقن أن الإنجاز لا حد له والأحلام العظيمة تستحق أن نبذل جهد من أجل تحقيقها، استطاعت خديجة الخالدي رئيسة مجلس شورى الشباب في الشارقة التي لم تتجاوز بع عامها الـ 16، أن تلامس احتياجات الشباب والأطفال الحقيقية وتناقشها مع زملائها النواب بوعي واهتمام، وتحفزهم على التجاوز الفعال معها لإنجاز المهام المختلفة.

وكسبت البرلمانية الواعدة قلوب حضور الجلسات قبل عقولهم بإلقاء خطابها الانتخابي بلغة الإشارة وحديثها عن تجربتها المريرة مع التنمر المدرسي، واليوم تؤكد في حوارها مع «الرؤية» أن قضايا التنمر والحصول على شهادة الاعتماد «الآيلتس» من أجل الالتحاق بالجامعة، فضلاً عن تمكين ذوي الهمم، هي أبرز تحديات فئتي الشباب والأطفال الآن.

وكشفت الخالدي التي تقود 80 نائباً في مراحل سنية مبكرة أن تركيزها خلال الدورة الحالية للمجلس ينصب على طرح استراتيجيات وخطط جديدة تواجه التنمر الطلابي في المدارس، فضلاً عن توصيات ذات علاقة بالحفاظ على خصوصية الثقافة المحلية ودعم رواد الأعمال الشباب.

ورفضت الخالدي اختزال البعض إنجازات المجلس في كونه مجرد «مدرسة مبكرة لممارسة الديموقراطية»، مؤكدة أن سقف المناقشات فيه بلا حدود، مشيرة إلى تطرقه لخطر المخدرات وآثارها السلبية على الشباب وسواها من القضايا بشفافية.

كيف واتتك فكرة الترشح لمنصب رئيس مجلس شورى الشباب في الشارقة؟ ومن دعمك؟

توطدت لدي قناعة بأهمية تحويل الخبرات والمعارف التي اكتسبتها خلال حياتي إلى تجارب أشارك بها في حل مشاكل جيلي من الشباب، وشعرت أن الوقت حان بالنسبة لي كشابة إماراتية للإسهام في تنمية وطني عبر المجلس.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


والحقيقة أن أخي الأصم الذي ينتمي إلى فئة أصحاب الهمم هو من ألهمني خوض هذه التجربة، حيث فاجأني بحمل ملصق تعريفي حول انتخابات الترشح لـ «شورى الشباب»، معبّراً بلغة الإشارة عن رغبته في المشاركة بالانتخابات، قبل أن نعرف أن اشتراطات القبول في شورى الشباب لا تقبل أصحاب الهمم، بعدها شجعتني أسرتي على تسجيل اسمي في جلسة الاختيار حتى تأهلت للمرحلة النهائية وفزت بمنصب الرئيس.

يرى البعض أن دور الأعضاء لا يزال محصوراً داخل أروقة المجلس.

أختلف مع هذا لأن «شورى الشباب» أنجز الكثير من الأهداف والتوصيات عبر نوابه خلال الأعوام الماضية، وأهم إنجازاتنا هو دمج بطاقة الهوية بالتأمين الصحي، كما أننا نقوم بمناقشة مسؤولي الحكومة الاتحادية والمحلية بشفافية حول مشاكل الشباب الإماراتي مثل إدمان المخدرات، تأثير نجوم التواصل الاجتماعي، تحديات رواد الأعمال،ازدواجية القيم الثقافية، والحفاظ على الخصوصية المحلية وغيرها، ومازال في جعبتنا الكثير.

هل نستطيع أن نطلق على تجربة المجلس أنها «مدرسة مبكرة لممارسة الديمقراطية»، حيث تطور مهارات الشباب لمهام وطنية أكبر؟

للمجلس دور واقعي يتخطى ذلك، فنحن نناقش قضايا الشباب ومشاكلهم بواقعية ونتابع مسار توصياتنا بجدية مع الجهات التنفيذية عبر آليات معتمدة.

ومن المشكلات التي ناقشناها بالفعل التنمر، المخدرات، التأثيرات الضارة لمواقع التواصل، تحدي الحفاظ على خصوصية الثقافة المحلية،الحصول على شهادة الاعتماد «الآيلتس» الذي منع حتى الآن كثيرين من دخول الجامعة، فقررنا مطالبة المسؤولين بتطوير مستوى الطلاب في اللغة الإنجليزية خلال دراستهم المدرسية، ما سيجنبهم هدر الكثير من الوقت وهم يحاولون الحصول على الشهادة لدخول الجامعة.

هل ناقشتم مشكلة تعاطي المخدرات؟

تم تناول هذه القضية في المجلس خلال الدورات المنصرمة بشكل مفصل، وركزنا أكثر على آثارها السلبية والتشديد على الرقابة والتوعية المجتمعية، كما طالبنا شرطة الشارقة بنشر التوعية بأضرار عقار الترامادول بشكل خاص والمخدرات بشكل عام بين الآباء والأمهات أيضاً وليس بين الشباب فقط، كما ناشد النواب وزارة الصحة طرح محاور استراتيجية وخطط للتوعية بأضرار المخدرات.

سبب دخولك «شورى الشباب» هو شقيقك، ماذا ستقدمين لفئة أصحاب الهمم التي ينتمي إليها؟

على الرغم من اتجاه العالم يوماً بعد يوم إلى التحول لبيئة صديقة للمعاقين تلبي احتياجاتهم في المرافق الترفيهية والشوارع انتهاءً بالمستشفيات والبنوك، إلا أن هناك قطاعات لا يوجد فيها أصحاب الهمم بفاعلية كالمجالس النيابية وقطاع ريادة الأعمال، وهذا ما سأسعى لتمكينهم فيه.

ما جهودكم لتطوير مشاريع الشباب التجارية؟

وجهنا المدارس خلال جلساتنا المنصرمة إلى الاهتمام بهذا المحور، ولكني اعتقد أن هناك عوامل تقف حجر عثرة أمام رواد الأعمال، أهمها عدم تبنيهم مبدأ الجدية في تنفيذ المشروع إذ يقومون بتكرار الأفكار ونقلها منسوخة، والاعتماد باتكالية على التسهيلات المالية التي تجعل رائد الأعمال متقاعساً أمام المهام المطلوبة منه في السوق.

ما الذي يحتاجه الشباب الإماراتي بشكل مُلح الآن؟

الشباب بحاجة ماسة إلى موجهين يدعمون اتزانهم النفسي ويعززون ثقتهم بأنفسهم كمرشدين مما يسمح لهم بالتفاعل في المجتمع بإيجابية، ويحقق لهم الانسجام بين قيمهم الدينية وما يتعرضون له من ثقافة واردة من الخارج بسبب الانفتاح.م