منى الرئيسي

ما بالك أيها الإنسان؟.. تمهل، تعقل.. لقد حان الوقت ليفيق عقلك المغيّب العالق في دهاليز الماضي.. اليوم تفوح رائحة الدماء شرقاً وغرباً باسم التدين.. الدين الذي ديدنه السلام والأمن، وخوض رحلة التأمل في النفس الإنسانية لاستشعار قيم تقبع داخلنا من خلال الفطرة التي جبلنا عليها لا من خلال منابر، سيرت الكثير من العقول وجيشت الفئات مستغلة عواطفهم باسم «التدين».

الإرهاب الديني نشاهده اليوم في كنائس سيرلانكا في عيون الصغار المتسائلة، وصرخات النساء الثكالى، وقبله في الدماء التي افترشت مسجداً نيوزيلاندا، والمجتمع الدولي يشاهد من فوق و«يندد» ويرسل التعازي.. ثم ماذا بعد؟..

باسم الدين يرفع رجالُ اعتبروا أنفسهم المدافعين عنه شعارات جوفاء تثير القلاقل والفتن، وتستحل الدم والمال، حتى بات الشحاتون يجوبون الشوارع حاملين مصاحف صغيرة وصور القديسين والسبحات، لأنهم يدركون أن أفضل وسيلة للاحتيال هي التخاطب باسم «التدين».

لنتساءل: أي منجز حضاري قدمه المتعصبون الدينيون لأوطانهم.. فكثيرون سقطت عنهم الأقنعة حينما اختلط دينهم بمطامع السلطة، ففي الشرق ظهرت جماعات الإخوان وفي الغرب الأحزاب اليمينية المتطرفة.. والسبب الأساس هو تشويه صورة الدين.. فحل الظلام مجدداً. اليوم، أول الطرق وأهمها إلى نزع فتيل هذا الخطر العالمي الذي يقبع في نفوس مئات الآلاف هو العمل على الفكر من خلال التعليم والإعلام والندوات، فقد حان الوقت لأن تلد بطون الكتب الغارقة في التراث معلوماتها التي غيبها «حراس الدين، والفئات الناجية من دون البشر» كما يدعون.

لنعد إلى الوسطيَّة، وهي ليست بالمسألة السهلة، فمخاضها صعب وسط مقاومة فئات كبيرة تأبى المساس والاقتراب منها لأنها تسلم بالأجوبة الجاهزة المزروعة في عقول أصحابها.. ولا يميزون ما بين النصوص المقدسة وأقوال العلماء.. التغيير إذاً يبدأ العقول.

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر