سلمى العالم ـ دبي

جاليات

أكد عدد من أبناء الجالية السودانية في الإمارات أن لرمضان هذا العام طعماً آخر، إذ يواكب عام التسامح في بلد يحث على اتباع هذه القيمة، منوهين بحرصهم على استدعاء توليفة من الطقوس والمظاهر الروحانية والقيم النبيلة من بلدهم الأم إلى البلد الذي يحتضن أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضه الطيبة.

وأشاروا إلى أنهم لم يشعروا يوماً بأنهم في غربة، لا سيما أنهم يمارسون عاداتهم بكل حرية في بلد تجتمع تحت مظلته كل الأطياف الإنسانية والثقافات في أجواء يسودها دفء التعايش وروح السلام.

طقوس راسخة

وأوضحت داليا بابكر محمود، المقيمة في الإمارات منذ 2002، أنها لم تشعر في الـ 17 سنة الماضية بأي غربة، لا سيما أنها تمارس الطقوس الرمضانية ذاتها التي اعتادتها في السودان، مشيرة إلى أنهم استبدلوا الإفطار الجماعي في الشوارع والساحات العامة الذي يميز السودان خلال شهر الصوم بالاجتماع، سواء في الأندية السودانية المنتشرة في الدولة أو التجمع في الحدائق والمتنزهات أو حتى في المنازل.

وأكدت أن الحفاظ على الروابط الاجتماعية والتلاحم من العادات التي يحرص السودانيون على الحفاظ عليها، مشيرة إلى أنها تحرص على مد أواصر الروابط مع أبناء الجاليات الأخرى، لا سيما العربية.

وأوضحت أن هذا العام سيشهد الكثير من الزيارات المتبادلة بين أبناء الجاليات، وذلك في إطار المشاركة في عام التسامح.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


ولفتت إلى أن زينة المنازل من الطقوس التي يحرص عليها السودانيون، مشيرة إلى أنها لا تقتصر على المنازل في السودان، بل تتعداها إلى الشوارع والمساجد التي تتزين بالأضواء المبهجة والفوانيس.

وتضيف أن السودانيين يميلون لتناول الإفطار على بساط يُفرش على الأرض، مؤكدة حرصهم على تنشئة أبنائهم على صلة الرحم.

وأشارت داليا إلى أنها تستعد لاستقبال الشهر الفضيل بإعداد مكونات العصير الأشهر «الحلو مُر» كأي ربة بيت سودانية، باعتباره من أهم عناصر المائدة الرمضانية التي تروي عطش الصائمين.

ويتكون هذا العصير من حبوب الذرة التي تُنّقع لليالٍ عدة متتالية إلى أن تنبُت جذورها، ثم تُعرَّض لأشعة الشمس حتى تجفَّ، وتطحن مع البهارات، وتعجن وتوضع على هيئة طبقات في الفرن حتى تنضج وتجفف، حسب داليا.

ونوهت بأن هذا الخليط ينقع بعد ذلك بالماء حتى يصبح لونه أحمر، ومن ثم يصبح عصيراً يضاف إليه بعض البهارات كالكمون والكركديه والتمر الهندي والزنجبيل، التي تمنحه طعماً مميزاً بين الحلو والمر على مسماه، كما يعرف بأسماء أخرى مثل «الآبري الأحمر» أو «الآبري الأبيض».

عادات متقاربة

إلى ذلك، أشارت السودانية المقيمة بالشارقة منذ 18 عاماً مع أبنائها الثلاثة وزوجها، رنا الشيخ، إلى أنها وجدت في الإمارات عادات متقاربة من تلك التي تعودت عليها منذ الصغر، مشيرة إلى أن وجودها في دولة التسامح منحها الفرصة للتعرف إلى عادات الشعوب الأخرى والاختلاط والترويج لثقافتها المحلية.

وعن الأطباق الرئيسة على المائدة قالت: يعتبر طبق العَصِيدَة والمُلاح من الأطباق المشهورة والرئيسة في رمضان، إذ تتكون العصيدة من الماء والملح ودقيق الذرة، التي يتم طهيها معاً على النار حتى تصبح سميكة القوام، ثم تفرغ في قوالب تأخذ بعدها شكل القالب بعد أن تبرد وتقلب على الطبق ويسكب عليها المُلاَح، وهو عبارة عن شوربة يضاف إليها اللحم المفروم والبامية المجففة التي تعرف باسم «الويكَة» بالسودان.لرمضان هذا العام مذاق خاص عند رشا عبدالله مصطفى، السودانية المقيمة في أم القيوين مع زوجها وبناتها الثلاث ووالدتها وشقيقتها الكبرى منذ 19 عاماً، إذ شهد عدداً من الأحداث المميزة، مشيرة إلى أنها تفضّل قضاء الشهر الفضيل في الإمارات التي جمعت الكل تحت مظلة التسامح والتعايش.

وقالت: أنتظر رمضان لأداء صلاة التراويح كل عام، فالعبادة والتقرب إلى الله أهم ما يمكن أن نفعله في الشهر الفضيل، إلى جانب زيارة الأهل والأقارب قبل بدء شهر رمضان بأيام كي نبارك لهم بحلول الشهر الفضيل.مذاق خاص