الرؤية

أفادت دراسة حديثة نُشرت نتائجها في دورية «كارنت بيولوجي» الشهيرة بأن خفاش الفاكهة المصري غالباً ما يُقايض الطعام مع أنثاه مُقابل الجنس.

ولاحظ الباحثون أن إناث خفافيش الفاكهة التي تعيش في الأسر غالباً ما «تخطف» الطعام من أفواه أقرانها الذكور، دون أن يُبدى الذكر أى علامة من علامات الاستياء، أو حتى دون أن يحاول المحافظة على الطعام.

وبالتقصي، وجد الباحثون أن ذكور الخفاش تسمح للإناث بتناول نسبة من الطعام الخاص بهم شريطة ممارسة الجنس وإنجاب ذرية جديدة.

وهذا يعنى وجود علاقة قوية بين عمليات التغذية والتكاثر، إذ كشفت الملاحظات عن تفاعلات «علفية» تبدأ قبل أسابيع عدة من فترة التزواج، وهي تلك الفترة التى تختار فيها الأنثى ذكر الخفاش الذى ستتزاوج معه.

يعرف العلماء أن هناك مجموعة متنوعة من الأسباب المحتملة وراء استعداد تلك الكائنات للمشاركة في الطعام. ففي بعض الحالات؛ تتم مشاركة الطعام مع الأقارب، وفي حالات أخرى؛ قد تكون تكلفة الدفاع عن الموارد الغذائية أو الحصول عليها كبيرة للغاية، وبالتالي؛ تتقاسم المجموعة الطعام أمام الجهد المبذول للدفاع عن الغذاء.

إلا أن الدراسة الجديدة تثبت أن هناك فوائد أخرى لتقاسم الطعام، فوائد تتعلق بالتكاثر والممارسات الجنسية.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


بدأت الدراسة قبل نحو عام، حين لاحظ مجموعة من الباحثين أثناء مراقبتهم لثلاث مستعمرات من الخفافيش الأسيرة أن ذكور الخفاش تسمح للإناث بشكل رئيس بأخذ الطعام «حرفياً من أفواههم» على حد ما تقول الورقة البحثية.

ووجد الباحثون أن ذكور الخفافيش «تتخلي عن طعام أكثر» كلما اقتربت فترة التزاوج، وبمزيد من التقصي؛ لاحظ العلماء أن إناث الخفافيش التى حصلت على الطعام من الذكور أنجبت بعد انتهاء فترة التزاوج.

وتلد الأنثى البالغة من خفاش الفاكهة المصري خفاشاً واحداً أو توأماً على أقصى تقدير كل عام. وتمتد فترة حملها لتصل إلى نحو 120 يوماً كاملة.

وفي نتيجة مثيرة أخرى، قالت الدراسة إن إناث خفافيش الفاكهة المصرية «تختار ذكورها بناء على شكل من أشكال التفضيل الفردي» إلا أن الدراسة لم تثبت أن ذلك التفضيل يعتمد على كمية الطعام التى يُزود بها الذكر الأنثى فحسب.

ويرغب الباحثون مستقبلاً في دراسة الكيفية التى تتطور بها العلاقات في مجتمعات الخفافيش، كما يرغبون في معرفة إذا ما كانت التفاعلات نفسها بين الطعام والجنس والتى تم رصدها في الأسر قد تحدث في التجمعات البرية.