سلامة الكتبي

فتحت شرطة الشارقة تحقيقاً في وفاة طفل آسيوي «كومال شافي خان، 10 أعوام» يوم الجمعة الماضي، وإصابة شقيقته التوأم وأمهما وأبوهما بحالات اختناق حادة نتيجة استنشاقهم مبيداً حشرياً ساماً تسرب إلى منزلهم من الشقة المجاورة بمنطقة النهدة.

وقال مصدر مسؤول في شرطة الشارقة إن الفرق المختصة تمكنت، بعد الحصول على تصريح من النيابة العامة، من دخول الشقة المجاورة لشقة الأسرة المنكوبة، وعثرت بداخلها على عبوات مبيد حشري سام، رشها صاحب الشقة في الغرف كافة قبل أن يغادر الدولة في إجازته السنوية.

وأوضح أن التحقيقات الأولية تشير إلى احتواء العبوات على مادة (فوسفيد الألمنيوم) السام الذي يؤدي استنشاقه إلى الإصابة بفشل في عمل الدورة الدموية، مشيراً إلى انتظار نتائج التقرير النهائي لفحص العينات المنقولة من الشقة في المختبر الجنائي.

وناشد الجهات الخدمية المعنية بمراقبة الأسواق، لتضييق الخناق على الاستخدام العشوائي لبيع هذه المنتجات السامة، وعدم تسربها إلى أسواق الدولة، مشيراً إلى وجود بدائل آمنة لدى بلديات الدولة مجاناً.

فيما قال والد الطفل المتوفى إنه كان يجلس في صالة منزله مساء اليوم السابق للوفاة يشاهد التلفاز، حين تفاجأ برائحة خانقة تتسرب إلى داخل الشقة، من الشقة المجاورة التي يقيم فيها شخص عربي الجنسية، ثم نادته زوجته لتخبره بأن طفليهما يعانيان من إعياء وقيء شديدين ففتح نوافذ الشقة جميعها.

أخبار ذات صلة

شرطة دبي تعيد أمتعة سائحة بعد فقدانها بـ30 دقيقة
رأس الخيمة: إحباط محاولات لتهريب 428 كيلو مخدرات

وأضاف «توجهنا على الفور إلى أحد المستشفيات الخاصة، وأعطوهما أدوية وحقناً، ثم رجعنا للبيت، إلا أننا لم نشعر بأي تحسن يذكر على الطفلين اللذين ازدادت حالتهما سوءاً، وبدا الإعياء الشديد عليهما، لا سيما في ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي، وعلى الرغم من ضيق التنفس الذي كنت أعاني منه إلا أنني تمكنت من قيادة المركبة لمستشفى القاسمي، وحين وصلنا للطوارئ أُجريت الإسعافات الأولية اللازمة لنا وتم إدخالنا إلى قسم العناية المركزة إلا أن طفلي كان متوفياً وقت وصولنا للمستشفى».

وتابع بمرارة مفصلاً «عانيت وزوجتي من حالة تسمم متوسطة تلقينا على إثرها العلاج وخرجنا من المستشفى، أما طفلتي فكانت حالتها حرجة، إلا أن حالتها الصحية بدأت بالتحسن بعد ما بذله الكادر الطبي المختص من مجهود، ووصلت إلى مرحلة الاستقرار، وهي لا تزال في قسم العناية المشددة».



مشابهة للتسمم الغذائي

وأكدت المديرة العامة لمستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال بالشارقة الدكتورة صفية الخاجة أن المستشفى استقبل ضحايا الحادثة، حيث كان الطفل متوفياً، بينما كانت الطفلة في حالة إعياء شديد، تعاني هبوطاً حاداً في الدورة الدموية، وفشلاً في وظائف القلب والأعضاء الحيوية، وصعوبة في التنفس، وهي ترقد في العناية المركزة.

وقالت إن الأعراض الأولية التي تظهر لدى ضحايا هذا النوع من الحوادث هي الغثيان والقيء والهبوط الحاد، وهي أعراض متشابهة ويصعب تفرقتها عن أعراض التسمم الغذائي، ويتم التعامل معها طبياً بطريقة خاصة لحين التأكد من زوال الخطر واستقرار الحالة.

شركات مرخصة

بدورها، دعت البلدية سكان الشارقة إلى التعامل مع شركات المكافحة المرخصة من قبل البلدية، وطلب إبراز صورة من اعتماد البلدية للتأكد من ترخيصها، والحرص على حضور المهندس المدرج في تصريح البلدية عند تنفيذ عملية المكافحة للإشراف، مع طلب فاتورة تتضمن نوع المكافحة ونوع المبيد واسم الشخص القائم على عملية المكافحة، والتواصل بشكل فوري مع البلدية في حال إخلال شركة المكافحة بأي من البنود السابق ذكرها حتى تتم مخاطبة الشركة، واتخاذ الإجراء اللازم بحقها.

وشددت على ضرورة الإبلاغ الفوري عن بائعي أو مستخدمي المبيدات الحشرية المحظورة، كما حذرت من اللجوء لغير المختصين في المجال.