غنوة كنان

لا تسطيع وظائف جسم الإنسان العمل بشكل صحيح فوق ارتفاع معين كما كانت تعمل على مستوى سطح البحر، حيث تكون مستويات الأوكسجين كافية لأدمغتنا ورئتينا.

ولكن إذا دفع الشغف المغامرين الذين يتسلقون قمة جبل إيفرست المعروفة بأعلى قمة على ارتفاع 8848 متراً فوق مستوى سطح البحر فعليهم أن يتحلوا بالشجاعة إذا قرروا التسلق فوق 8000 متر وهي ما تعرف بـ «منطقة الموت»، حيث كمية الأوكسجين التي توجد في المنطقة قليلة جداً، ولا تسمح بوجود العديد من الأشخاص في آن واحد.

أدى الاكتظاظ الأخير في قمة إيفرست إلى مقتل 11 شخصاً في الأسبوع الماضي في «منطقة الموت»، وذلك بسبب نقص كمية الأوكسجين في أدمغة ورئتي المتسلقين، ما يؤدي إلى رفع معدل خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بحسب ما جاء في موقع انسايدر.

يحتوي الهواء الذي يوجد على مستوى سطح البحر على نحو 21 في المئة من الأوكسجين ولكن عندما يصل البشر إلى ارتفاعات تتجاوز 12000 قدم يقل مستوى الأوكسجين بنسبة 40 في المئة.

وأكد الطبيب الذي قام بتسلق قمة إيفرست في عام 2007، جيرمي ويندسور، أنه قام بأخذ عينات دم من أربعة أشخاص في منطقة الموت وتبين أن المتسلقين كانوا على قيد الحياة بربع كمية الأوكسجين اللازمة لأجسامهم.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

وتؤدي نقص هذه كمية الأوكسجين إلى مخاطر صحية لا تعد ولا تحصى، فعندما ينخفض الأوكسجين في الدم عن مستوى معين يرتفع معدل ضربات القلب إلى 140 نبضة في الدقيقة، ما يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية.

ينصح الخبراء المتسلقين بإعطاء أجسادهم وقتاً للتأقلم مع ظروف منطقة الموت والوصول إلى المنطقة على مراحل متتالية وليس مرة واحدة، في هذه الحالة يبدأ الجسم بإنتاج المزيد من الهيموغلوبين، (البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي يساعد على نقل الأوكسجين من الرئتين إلى بقية الجسم)، من أجل تعويض التغير عند زيادة نسبة الارتفاع.

ولكن في الوقت نفسه يمكن أن يؤدي إنتاج الكثير من الهيموغلوبين إلى تثخين الدم، ما يصعب على القلب ضخه لجميع أنحاء الجسم ويؤدي للسكتة الدماغية أو تراكم السوائل في الرئتين.

عندما يبدأ نقص الأوكسجين في منطقة الموت يبدأ الدماغ في الانتفاخ وينتج عنه الغثيان والدوخة وصعوبة التفكير، لدرجة أن المتسلقين ينسون أحياناً أين هم ويدخلون مرحلة الهذيان، إضافة إلى فقدان الشهية والعمى الثلجي أو انفجار الأوعية الدموية في العين.