عز الدين الكلاوي

أفكار

من المستحيل تعميم تقنية الفار في جميع الملاعب بجميع الدول، وأخشى أن تتكرر مشكلة رادس في بعض مباريات كأس الأمم الافريقية بمصر.

كل عام وأنت بخير، وعيد فطر سعيد على الجميع، انشغلت جماهير الكرة العربية والأفريقية في الأسبوع الأخير بتوابع فضيحة مباراة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا باستاد رادس بالعاصمة تونس بين الترجي التونسي والوداد المغربي، حيث لعب الفريقان المباراة وهما يظنان وجود تقنية الفار، وعندما حدثت مشكلة إلغاء هدف للوداد بالشوط الثاني، تفجرت فضيحة عدم تشغيل التقنية من بداية المباراة وعدم شفافية توضيح ذلك لوسائل الإعلام والجماهير وإدارة الفريقين، ومن هنا تمسك لاعبو الوداد بعدم إكمال المباراة لتأكدهم من صحة الهدف الذي أحرزوه وكان يقلب موازين المباراة.

والغريب أن جاساما بكاري الحكم الغامبي للمباراة، اعتبر لاعبي الوداد منسحبين بناء على استشارة رئيس ومسؤولي الاتحاد الأفريقي الموجودين بالملعب، وتم تتويج الترجي بالكأس في مباراة لم تستكمل.

المشكلة حدثت لعدم وصول معدات وكاميرات تقنية الفار من شركة عالمية إلى تونس في توقيت مناسب قبل المباراة، وتم تصعيدها لأعلى المستويات، وهناك تفكير جاد لإعادة المباراة، وربما يكون ذلك في بلد محايد.

أعتقد أن هذه الفضيحة قد تؤدي إلى إيقاظ الفيفا وهيئة البورد الدولية «إيفاب» وتنبيههما، لعدم جاهزية النظام الكروي العالمي لتعميم تقنية الفار، لإن تكاليفها تصل إلى ملايين الدولارات وتحتاج إلى فترات تدريب وإعداد طويلة، وقد حضرت بنفسي عملية ولادة هذه التجربة بالاتحاد الإماراتي على مدى شهور طويلة، وأؤكد أن تقنية الفار لابد أن يتبناها الفيفا من الألف إلى الياء بكل نفقاتها وتبعاتها حتى لا تصبح هناك كرة للأغنياء وأخرى للفقراء.

تقنية «الفار»، أطلقت ثورة في الكرة العالمية، منذ بدء تطبيقها بشكل تجريبي عام 2017، واعتمادها رسمياً بمونديال روسيا 2018، ورغم بعض الجدل وعدم هضم الحكام للتقنية، فإنها زادت من نسبة العدالة في قرارات الحكام، ولكن تبقى المشكلة الأكبر حتى الآن هي ارتفاع التكاليف التقنية واللوجستية واستحالة تطبيق هذه التقنية في جميع الملاعب بجميع الدول، وأخشى أن تتكرر مشكلة رادس في بعض مباريات كأس الأمم الأفريقية التي تنطلق بمصر خلال الأسبوع الأخير لهذا الشهر.

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر