سلمى العالم

طقوس الجاليات في الإمارات ..

تمثل العيدية مصدر بهجة وسعاة وفرح في الأعياد، خصوصاً عند الأطفال الذين يتوقون للحصول عليها، ولكنها لا تقتصر على الصغار فقط بل هناك شباب وشابات وزوجات وأمهات ما زالت تجسد لهم العيدية طقساً ثابتاً في عيد الفطر المبارك، وتكون على هيئة مبالغ مالية أو هدايا قيّمة.

ولا تختلف طقوس العيدية في العالمين العربي والإسلامي، بل تتشابه في مضمونها وأهدافها الرامية إلى العطاء والعطف وفعل الخير وصلة الأرحام، وما زالت تحتفظ ببريقها وأصالة وجودها منذ قرون طويلة.

نقود وهدايا

قال باسط مرتضى من سريلانكا، مقيم في دبي منذ خمسة أعوام، إن العيدية تُمنح للأطفال من الأقارب والجيران والأهل وتكون عبارة عن نقود أو هدية قيّمة لإدخال البهجة والسرور على قلوبهم في أيام عيد الفطر المبارك.

بينما ذكر شاكر حسن من سريلانكا، مقيم في دبي منذ ثلاثة أعوام، أن العيدية تحمل ذكريات جميلة منذ الطفولة، حيث كان الصغار يتحدون بعضهم البعض في الحصول على أكبر عيدية ممكنة، وكانوا يخططون لمنافذ صرفها على الألعاب والحلوى أو الادخار، في الوقت الذي يحرص آخرون على مرافقة الأهل في جميع الزيارات العائلية للحصول على العيدية.

فرحة الأطفال

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


وأكدت الباكستانية آمرا، المقيمة في عجمان، أن العيدية عند الباكستانيين يطلق عليها «عيدي»، حيث يطالب الأطفال أهاليهم في أول أيام العيد بالعيدية كي يبتهجوا وينطلقوا لشراء ما لذ وطاب لهم، مبينة أن فرحة الأطفال هي فرحة العيد بأكمله.

وتابعت: «حصلت على آخر عيدية من والدي وأنا في عمر الثلاثين قبل أن يتقاعد من عمله، وأنا الآن أبلغ 33 عاماً ولا أجرؤ على طلب العيدية كما تعودت في السابق».

نزار أبوحسن، لبناني مقيم في دبي منذ عدة أعوام، أوضح أن آخر عيدية تلقاها كانت في سن السادسة عشرة، وتسمى باللبنانية «هدية العيد»، وعادة ما تكون ثياباً جديدة يرتديها الأطفال، مشيراً إلى التزام كل عائلة في منطقتها بشراء ملابس جديدة للأيتام ومنحهم مبالغ مالية لإسعادهم.

بينما تُعرف العيدية لدى الإثيوبيين بـ «سوتوتا»، إلا أنها تُمنح للأمهات كنوع من التعبير عن الحب والامتنان ورد الجميل لما تبذله الأم من جهد طوال رمضان.

وأشارت الإثيوبية فضيلة أول حسين، المقيمة في الشارقة منذ 20 عاماً، إلى أن الأبناء يحرصون على أن يسعدوا أمهاتهم ويدخلوا الفرحة والبهجة إلى قلوبهن، فقد أحضر لها أبناؤها ملابس جديدة وأهدوها إياها عقب صلاة العيد.

تجسيد مفهوم العطاء

ترى السورية ديانا رياض، المقيمة في الشارقة منذ ثمانية أعوام، أن طقوس العيدية تبدو متشابهة بين مختلف الدول العربية والإسلامية، إلا أنها تحرص على تعليم طفلها منذ سن مبكرة مفهوم العطاء، وأن فرحة العيدية تكتمل بمشاركتها مع أحد الأطفال المحتاجين الذين لم يجدوا من يمنحهم العيدية لإدخال الفرحة والبهجة إلى قلوبهم.

فيما خصصت المصرية ياسمين محمد مصطفى، المقيمة في الشارقة منذ أعوام عدة، ركناً في منزلها وضعت فيه هدايا العيد والعيديات كي تمنحها لأبنائها وأصدقائهم في العيد، كما تحرص على منح هدية وعيدية خاصة لأحد الأبناء الذي ساعدها في تحضير الطعام طوال الشهر الفضيل كنوع من المكافأة والتحفيز.