مروة السنهوري

تختتم بعد غد الاثنين فعاليات النسخة الـ 14 من بينالي الشارقة، التي أطلقتها مؤسسة الشارقة للفنون في السابع من مارس الماضي، واستمرت لأكثر من 90 يوماً، حاملة شعار «خارج السياق».

وشملت الدورة الجديدة ثلاثة معارض رئيسة هي: «رحلة تتخطى المسار، صياغات لزمن جديد، وابحث عني فيما تراه»، حيث شهد مشاركة 80 فناناً محترفاً وناشئاً وأكثر من 60 تكليفاً.

واستكشف البينالي إمكانات وأهداف صنع الفن في ظل الصعوبات التي يفرضها الواقع والمتمثلة في التحكم بالأخبار المتداولة، واستحالة التاريخ إلى محض خيال، والتشتت الدائم لأفكار المجتمع، وخضوع الحدود والمعتقدات لإعادة تفاوض مستمر.

وجمعت اقتراحات القيمين على المعارض بين تصورات كلّ من الفنانين عمر خليف، زوي بُت، وكلير تانكونس، وجاءت ضمن نسيج متكامل أتاح معاينة أهم الموضوعات التي تصدى لها البينالي.

ذكريات منمنمة

ويقدم الفنان روسبيشام إسماعيل في عمله التركيبي، المشارك في البينالي، مجموعة من أغراض عجائز القرية والأئمة والمؤرخين، مكوناً بها جداراً من الذكريات المنمنمة، ليؤكد عبر هذا العمل أن التاريخ يتخطى المجلدات ولا يمكن حصره في الكتب فقط، بل نتلمس ملامحه عبر ذكريات الطفولة.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


تجاوزات افتراضية

بينما ينقب الفنان الإنجليزي شيزاد داوود عبر عمله التركيبي «تجاوزات» عن تجربة الواقع الافتراضي، من خلال مبنى مقترح لسفارة أمريكا في كراتشي، جرى تصميمه في خمسينات القرن الماضي والمبنى الآن في حالة ملتبسة، لم يكتمل إلا بعد أن نقلت باكستان عاصمتها إلى إسلام آباد، ثم طلب تحسينات كثيرة لتلبية المعايير الأمنية الأمريكية، حث يستعيد هذا المشهد من حيث الأسلوب نوعاً من الألعاب الرقمية.

عمارة مغولية

ويشارك الفنان الهندي أنور جلال شيمزا في البينالي بـ 13 عملاً تعكس تأثير نمط السجاد والأشكال الخطية والعمارة المغولية في لاهور، مستعيناً بالمناظر الطبيعية في ستافورد الإنجليزية، متطرقاً إلى الاهتمام بالحداثة الغربية في الهندسة والتجريد الظاهرين في أعمال بول كلي، وبيت موندريان.

واحتلت الدائرة والمربع أماكن خاصة في ممارسات شيمزا الفنية، حيث نقش باللغة الأوردية على سطح إحدى لوحاته جملة «مشكلة واحدة .. حياة واحدة ليست كافية بحلها».

ولادة وموت

بينما تعرض الفنانة التركية سميحة بيركسوي مجموعة مختارة من لوحاتها التي تضيء عبرها على العلاقة المتبادلة بين الحياة والأداء، وتلك النظرة الوجودية للزمن المحاطة بحدود الولادة والموت، التي تتجسد في مجموعة من الأعمال الزيتية المعروضة منها «أمي تعزف العود، أمي الرسامة فاطمة، قصة حب، وكسر السلسلة».

حوارية إبداعية

ويضم بينالي الشارقة أيضاً ست لوحات للفنان مروان قصاب باشي، تتراوح ما بين التعبيرية وتلك التي تصور وجوهاً ضخمة عرف بها، وتعبر هذه الصور عن تاريخ البورتريه، الرؤوس الحائرة، الأجساد المشوهة، عناصر الكاريكاتير والسيريالية، ما يضع أعماله في حوارية إبداعية بين علم الأنساب التركيبي والفن البصري الإغريقي القديم والصور الرقمية الحديثة.

واعتبر باشي الوجه الأكثر تعبيراً عن جميع الفضاءات، محولاً إياه إلى مشهد مؤثر قادر على نقل التضاريس المترامية في الأعماق إلى تدرجات ونسب لونية مصاغة بدقة.

مجموعات لونية

يقدم الفنان الإنجليزي برونو باتشيكو سلسلة فنية متكونة من ست لوحات تشكل دراسة واسعة النطاق للمنظور والتمثيل والتزامن، مع تصوير نفس الصورة في مجموعات مختلفة بألوان الباستيل الأصفر والبرتقالي والأزرق والأخضر والوردي واللبنفسجي. وتوفر كل لوحة فنية لقطة مميزة على لوحة مشتركة، تستعرض ملامح رجل محاط ببالونات تبدو وهماً مصاغاً من كتلة وحجم متغيرين، حيث تتأرجح اللوحات بين التصوير والتجريد.