هادي حداد

هل يمكن بلورة المشاهد السياسية في منطقة الخليج العربي في الأسبوع الفائت ولو بصورة تقريبية، وبعيداً عن الرصد والمتابعة التقليديين؟

من دون أدنى شك، يمكننا أن نلحظ نجاحات إماراتية منطلقة إلى أعلى عليين، في حين نرصد هزائم وانكسارات أدبية وأخلاقية، سياسية ومجتمعية لإيران، والسؤال كيف وما الذي يقودنا إلى هذا القول؟

أما عن الإمارات، فقد شهد العالم زيارة من أنجح الزيارات الخارجية للشيخ محمد بن زايد، تلك التي قام بها إلى ألمانيا، ولقاءاته على أعلى المستويات مع كافة المسؤولين هناك بدءاً من المستشارة الألمانية ميركل.

الذين تابعوا الصحف الألمانية بنوع خاص أدركوا إلى أي حد ومد تجد الإمارات العربية المتحدة تقديراً واحتراماً كبيرين على كافة الأصعدة من الحكومة الألمانية، ومن المجتمع الأهلي العامل والفاعل هناك بقوة.

ينظر الألمان إلى الإمارات وتجربتها الرائدة صناعياً وتجارياً بعين الاحترام، ويؤمنون بأن مسيرتها في التنمية المستدامة رائدة في المنطقة الخليجية والشرق أوسطية، ولهذا فإن سجلات التعامل الثنائي بين البلدين تشهد تطوراً سريعاً جداً، وتعاظماً كبيراً في الأرقام، وتتوقع مستقبلاً مزدهراً في قادم الأيام.

ينظر الألمان إلى الإماراتيين نظرة لا تخلو من مقاربة تاريخية، فالإمارات التي كانت في النصف الأول من القرن العشرين، أقرب ما تكون إلى مناطق منعزلة، ها هي اليوم تصبح دولة رائدة ورائعة بعزم وحزم أبنائها، وقيادتها في المقدمة، والمقاربة هنا تذكر الألمان بتجربتهم وإراداتهم الصادقة في إعادة بناء دولتهم المنهارة بعد الحرب العالمية الثانية.

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر


لا نغالي إن قلنا إن ألمانيا اليوم هي القلب المحرك لأوروبا صناعياً واقتصادياً، ومن جانب آخر لا تزال لديها بعض النقاط التي تخفى عن أعين العوام ولا تعرفها سوى القلة القليلة جداً من النخبة حول العالم، ونعني بهذا الحديث قوة الأجهزة الاقتصادية والسياسية الألمانية في العالم العربي والشرق الأوسط، وهذه تمكنها من معرفة كثير جداً من الحقائق الملتبسة في المنطقة المشتعلة.

كانت النجاحات الإماراتية واضحة للغاية مع الألمان، وتمثل ذلك بنوع خاص في الموافقة الألمانية على تصدير المعدات الألمانية المتميزة إلى الإمارات، وقد أجاد الوزير سلطان الجابر في هذا الإطار.

يضيق المسطح المتاح للكتابة عن سرد النجاحات الإماراتية خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى ألمانيا، وفي الوقت نفسه نحن في حاجة إلى مساحة عريضة ننشر فيها مخازي وانكسارات إيران، تلك التي تظن أنها عبر صواريخها الباليستية والكروز، يمكنها أن تهدد وتروع الآمنين في مطارات العالم وتصيب الأطفال والكبار، كما جرى في مطار أبها بالمملكة العربية السعودية.

إيران خلال أسبوع باتت بشكل جلي اليد الإرهابية الطولى التي تهدد أمن وسلامة الملاحة الدولية في الخليج العربي، وصور قوارب الحرس الثوري الإرهابي وزعت على العالم برمته، وأيقن العالم من الذي يقود المنطقة إلى الحروب، ومن يشعل نيران المواجهات، ناهيك عن إلحاق الضرر بالاقتصاد العالمي بصورة غير مسبوقة.

الخلاصة.. الإمارات تسعى للحياة وإيران تمضي في طريق الموت.. والحياة غالبة لا محالة.