عز الدين الكلاوي

أفكار

الكثير من الجدل والتمييز لا يزال يحيط بممارسة المرأة للرياضة في العالم أجمع، وحقوقها وواجباتها، ومساواتها بالرجل في الجوائز والامتيازات، وتجلي ذلك مؤخراً، إبان بطولة كأس العالم للسيدات للكرة بفرنسا، التي فاز بها منتخب أمريكا للمرة الرابعة بتاريخه بعد التغلب على منتخب هولندا بالمباراة النهائية.

وقد تبارت لاعبات منتخبات عدة، وتحديداً، الأمريكيات في إظهار سخطهن وتمردهن على تردي أوضاع السيدات في اللعبة، محلياً وعالمياً، وغياب المساواة مع الرجال، في الأرباح والعقود، ومكافآت المنتخبات وجوائز البطولات.

وقبل مونديال فرنسا، قامت لاعبات منتخب أمريكا برفع قضية على اتحاد بلادهن بسبب عدم المساواة، ففي حين يحصل كل لاعب على مكافأة فوز قدرها 13 ألف دولار لكل مباراة، تحصل اللاعبة على أقل من 5000 دولار، وعندما فازت سيدات أمريكا بكأس العالم 2015، كانت المكآفات 1.7 مليون دولار، بينما حصل الرجال على مكافأة أكثر من 5 ملايين دولار، رغم فشلهم في تخطي دور الـ 16 لمونديال 2014.

ولا أظن شخصياً أن هذه المساواة ستحدث يوماً ما، في كرة القدم أو التنس أو أي رياضة أخرى، فما زالت الهوة كبيرة بين الكرة الرجالية والنسائية، وغيرها من الألعاب الفردية والجماعية، بسبب التفاوت بالمستوى الفني والإبداع المهاري والسرعة والقوة، واجتذاب الجماهير والميديا والرعاة، وهي أهم الأسس التي تزيد من إيرادات بطولات الرجال، وبالتالي تتضاعف أرباحهم، ويكفي أن نعرف أن أرباح ميسي السنوية تتخطى 84 مليون دولار، وهذا يزيد بأكثر من الضعف عن رواتب وأرباح 1693 لاعبة، وهن جميع اللاعبات المحترفات بأكبر 7 دوريات نسوية بالعالم.

من الأرقام المفزعة لتقرير أعده اتحاد المحترفين «فيفبرو» عام 2018، أن 90% من لاعبات الكرة عالمياً يفكرن في الاعتزال المبكر بسبب يأسهن من المساواة، وأن 50% يلعبن دون رواتب، و47% ليست لديهن عقود، وأن 35% من لاعبات المنتخبات لا يتقاضين مكافآت.

وربما تستطيع سيدات أمريكا التمرد على الرئيس ترامب ورفض دعوته لزيارة البيت الأبيض ومقاضاة اتحاد اللعبة، لكنهن يحتجن إلى سنوات طويلة، لمحاولة كسر العقدة ورأب الهوة مع الرجال!

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر