فينيامين بوبوف

صقور إدارة ترامب يؤيدون فرض المزيد من العقوبات ضد موسكو

من المعروف أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة شهدت تدهوراً واضحاً خلال السنوات الأخيرة، ولا تزال وسائل الإعلام الأمريكية تكيل الاتهامات الباطلة لموسكو بدعوى تدخلها في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

وبالرغم من أن «لجنة مولير» التي تم تشكيلها للتحقيق في تلك المزاعم لم تعثر على أي دليل يثبت تواطؤ ترامب مع روسيا في تلك الانتخابات، إلا أن العلاقات بين البلدين بقيت على توتّرها وتردّيها.

وفي آخر شهر يونيو الماضي، اجتمع الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب على هامش قمة العشرين في أوساكا، وكانت القضية الأكثر أهمية التي تباحثا فيها تتعلق بتمديد العمل باتفاقية «الأسلحة الاستراتيجية الهجومية» التي ينتهي مفعولها عام 2021.

وتأتي أهمية هذه القضية من أن عدد الرؤوس النووية في العالم تجاوز 17 ألفاً، ولهذا السبب أصبح الاستقرار الاستراتيجي والمصير الذي ينتظر العالم يعتمد بشكل كبير على الاتفاقيات المعقودة بين موسكو وواشنطن، لأن معظم الرؤوس النووية ومنصّات إطلاقها توجد في الولايات المتحدة والاتحاد الروسي.

وبات من الأهمية بمكان أن يوجّه رئيسا البلدين وزيري خارجيتهما للبدء في التشاور حول تمديد فترة صلاحية معاهدة (ستارت - 3).

ومن بين القضايا المهمة الأخرى التي نوقشت في قمّة الرئيسين قضية التجارة بين روسيا والولايات المتحدة، والآن، يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما 25 مليار دولار سنوياً، وهو رقم ضئيل بالنسبة لقوتين عظيمتين، وتم الاتفاق بينهما على أهمية زيادة التبادل التجاري، خصوصاً لأن العوائد التي تجنيها الشركات الأمريكية من السوق الروسية لم تتراجع بالرغم من العقوبات المفروضة على روسيا.

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر


وهذه الاتصالات التي شهدتها أوساكا بين روسيا والولايات المتحدة تسوّغ الشعور بالتفاؤل طالما أن لمستوى العلاقات الروسية ـ الأميركية تأثيره القوي على الواقع السياسي العالمي بأكمله، ولا بد من الإشارة بشكل خاص إلى أن موسكو وواشنطن تواصلان التشاور حول الوضع في سوريا، ويقوم بينهما تعاون وتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب.

والجانب الروسي جاهز للتباحث حول كافة أوجه العلاقات الثنائية، ومن أجل تشكيل «مجلس خاص للأعمال» أو اقتراح آليّة عمل استشارية مناسبة للتحرّك إلى الأمام في طريق عقد اتفاقيات ثنائية مقبولة.

وفي الوقت ذاته، يرى معظم الخبراء الروس في مجال العلاقات مع أميركا أن العداء لروسيا في الولايات المتحدة لم يتراجع في واقع الأمر، وبعض الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي تؤيده.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن هناك الكثير من «الصقور» في إدارة ترامب الذين يؤيدون فرض المزيد من العقوبات ضد روسيا.

وبالرغم من كل هذا، أصبحت هناك أصوات مسموعة أكثر في الواقع السياسي للولايات المتحدة ترى أن الخطاب الراهن المعادي للروس يدفع موسكو لإقامة تحالف أقوى مع بكين.

ومن المعروف أن الصين هي المنافس الاقتصادي الأكبر للولايات المتحدة، وهناك الكثير من الأسباب الأخرى التي تدفع السياسيين الأمريكيين لتجنب تعقيد العلاقات مع الدول الأخرى.