منصور عبدالله

في الليالي الخالية من القمر في الغابات الاستوائية، تقطع الخفافيش عشرات الأمتار في الظلام الدامس لتختطف الحشرات وتستريح بصمت على الأشجار.

تبدو تلك مهمة مستحيلة، فكيف يمكن للخفاش اصطياد فريسة صغيرة في ظلام دامس حتى إن كانت تلك الفريسة لا تتحرك من مكانها.

تُظهر تجربة جديدة أجراها الباحثون في معهد سيمثسونيان للأبحاث المدارية أن الخفافيش تستخدم أوراق الشجر كمرايا لعكس الموجات الصوتية وتحديد أماكن الفرائس على وجه الدقة، كخطوة أولية للهجوم عليها وافتراسها.

والنتائج الجديدة المنشورة في دورية علوم الأحياء ستكون لها آثار كبيرة على دراسة التفاعلات بين المفترس والفريسة.

من المعروف أن الخفافيش لها قدرة على اصطياد فرائسها في الظلام الدامس، إذ ترسل موجات صوتية تمكنها من تحديد مكان الفريسة عن طريق رصد حركتها، إلا أن الطريقة التي تستطيع بها الخفافيش اصطياد الفرائس الساكنة كانت عصية على الحل.

إن الدراسة الجديدة تكشف الطريقة التي تستخدمها الخفافيش لاصطياد الفرائس الساكنة، إذ تقول إن تلك الكائنات تغمر منطقة نفوذها بموجات صوتية ثم تستخدم المعلومات العائدة لها عن طريق الثدي لتحديد طبيعة الموجودات حولها.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


وتقول الدراسة إن الخفافيش تستخدم أوراق الشجر لتعكس الصدى ثم يقوم الخفاش بدراسة المعلومات الواردة، مفرقاً بين الصدى الوراد من ورقة الشجر والصدى المنعكس من أجسام الحشرات.

تستطيع الخفافيش التفرقة بين الأصداء عبر حساب زاوية الانعكاس التي تكون نحو 30 درجة في حالة الصدى المنعكس من على أوراق الأشجار، فيما تزيد الزاوية لتقترب من 78 درجة حين تنعكس من على أجسام الحشرات، وهو أمر يؤكد للخفاش وجود كائن حي على أوراق الشجر، فيبدأ بمهاجمته وافتراسه.

ولا يعرف العلماء الكيفية التي طورت بها الخفافيش القدرة على معرفة الزوايا، إلا أنهم يأملون في المستقبل أن تساهم الدراسة في الكشف بصورة أعمق عن الأساليب الفريدة التي تتبعها كائنات في الطبيعة لإيجاد الغذاء.