منى الرئيسي

من المعروف ديموقراطياً أن البرلمانات تمثل الشعوب وتطلعاتها، وبها يتفاعل ثلاثة فاعلين هم الأعضاء والحكومة و«الإعلام البرلماني»، هذا الأخير لا تزال الضبابية تؤثر في وضوح الرؤية في اتجاهاته.إن الباحث الاجتماعي «دومنيك والتون» يرى ضرورة التفاعل في النقاشات بين هؤلاء اللاعبين، والذين من خلال مواقعهم يشكلون الشرط الأساس للممارسة الديموقراطية الشاملة، ومن جانب آخر يعتقد دومينيك أن صحافيي البرلمان قليلو الفضول حيال الجمهور وغالباً ما يتعاملون بلا مبالاة نسبية تجاههم!.
أن يكون إعلامك البرلماني ناجحاً هو أمر منوط بمدى فاعليته الجماهيرية في كل المراحل، بدءاً من تشكيل وعي لدى المستهدفين بأهمية وجود مجلس يمثل أصواتهم، مروراً بالعملية الانتخابية، واختيار المرشحين بموضوعية، فضلاً عن دعم المرشحين بإبراز برامجهم الانتخابية، وعمل عروض إعلانية تشجيعية لهم، لتجنب وقوعهم تحت الجشع المادي لبعض شركات العلاقات العامة التي لا تفقه في عملية المشاركة السياسية شيئاً.
ولو عدنا قليلاً إلى الوراء ومع انقضاء أعمال المجالس البرلمانية الأخيرة اسمحوا لي أن أقول «إن الجهد الإعلامي لم يكن بمقدار الجهود المكثفة المبذولة من اللجان والأعضاء».. فمثلاً رأينا تغطيات متواضعة للاجتماعات الدورية بصياغات إخبارية روتينية مزودة من إدارات الإعلام، ولم تكن هناك متابعات وتحقيقات حول الزيارات الداخلية التي كانت تقوم بها اللجان المكلفة بملفات الصحة والتعليم والاقتصاد وغيرها كتلك التي حظيت بها الزيارات الخارجية والمشاركات الدولية!.وخلاصة القول أنه كما على البرلمان أن يفهم احتياجات الناس وطموحاتهم، فلا بد للجمهور أن يفهمه وأدواره جيداً وكيف يتحقق ذلك؟!.. عبر الإعلام بلا شك.

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر