جاسب عبد المجيد

حكايات صغيرة

كثيرون يضعون اللوم على الانتخابات عندما لا تحقق المنتخبات النتائج المطلوبة في كرة القدم أو في بقية الألعاب الجماعية والفردية، وهناك من يرى أن العملية الانتخابية في حاجة إلى تعديل أو إلى إضافة لوائح جديدة.

كل فرد له وجهة نظر ومن حقه أن يدلي بها متى شاء، فكل ناقد أو محلل له زاوية خاصة ينظر من خلالها إلى الأمور، لكن بعد التجارب الكثيرة وتراكم الخبرات يجب أن يغوص الفرد في العمق ليكتشف أين تقع نقاط الضعف أو ليشّخص المشاكل الحقيقية التي لها تأثير جوهري في النشاط الرياضي.

المطالبة بقائمة انتخابية موحدة من أجل تحقيق الانسجام فكرة ليست سلبية، لكن تطبيقها لا يعني أن القائمة الموحدة تأتي بمجلس قادر على تحقيق النجاح لأن أعضاءه منسجمون في كل شيء.

هناك عوامل كثيرة تؤثر في عملية تنفيذ البرامج، وأن خطط العديد من الأعضاء يمكن أن تتغير بعد نقلها من الورق إلى الميدان، كما أن الانسجام الذي يمكن أن يسود المجلس في بداية العمل ربما يتحول إلى خلاف أو صراع بعد ظهور نتائج غير سارة.

وضع انتخابات مجالس الاتحادات الرياضية في قفص الاتهام أمر غير حكيم، ويشبه إلى حد ما عملية تشويش وتجاهل الأسباب الرئيسة التي تمنع الرياضيين والمنتخبات من تحقيق الأهداف.

إن التركيز على نوعية الإدارات العاملة في الاتحادات الرياضية أمر أكثر أهمية من القائمة الانتخابية الموحدة، فهذه الإدارات تؤدي دوراً حيوياً في عملية الإعداد والبرمجة وغيرها من الأمور الضرورية، لذا فإن الاهتمام باختيار عناصر هذه الإدارات يجب أن يكون أولوية، فكل اتحاد في حاجة إلى خبراء يستطيعون تحقيق التقدم في البناء وفي تأسيس ثقافة رياضية تساعد الرياضيين على تحقيق طموحاتهم وأهداف جماهيرهم.

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر


وجود إدارات رياضية خبيرة يخلق منظومة متماسكة ويقلل من تأثير الاختلاف بين أعضاء مجالس الإدارات المُنتخبة.

الانتخابات بريئة من كل التهم الموجهة إليها، فتحقيق الإنجازات أمر لا يتعلق بالاتحادات وحدها، بل بالأندية والرياضيين أنفسهم وبالبيئة الرياضية التي تحتاج إلى تنقية.