ناهد حمود ـ دبي

صوت ضفر الحزن والفرح في جديلة واحدة، عازفاً على أوتار القلوب والمشاعر بعدما ارتبط بالطفولة والحرب، فمن «أعطونا الطفولة» إلى «طير وعلّي يا حمام» نسجت أفراح وأتراح وأحلام الكثير بصوتها الذهبي.

اشتهرت اللبنانية ريمي بندلي في طفولتها بأغنيات لا تزال محفورة في الذاكرة، وبأدائها لدور الطفلة اليتيمة في فيلمها الوحيد «أماني تحت قوس قزح» وبمجموعة من الأعمال المسرحية، لكنها وأمام وطأة الحرب اللبنانية اضطرت للهجرة مع أسرتها إلى كندا، تاركة أحلامها معلقة، قبل أن تعود أخيراً وبعد غياب 17 عاماً عن الساحة الفنية إلى الغناء الذي عشقته وتصدر «ما نسيت»، الذي يختصر رحلة نجوميتها من الصغر إلى الغياب ومن ثم العودة المحفوفة بالصعوبات والتحديات.

وأكدت بندلي في حوارها مع «الرؤية» أنها لم ترغب في ترك لبنان في صغرها إلى كندا، لكن الحرب كانت السبب، مشيرة إلى أنها لم تنقطع عن الفن والموسيقى أبداً، موضحة أن عدم وجود شركة إنتاج حالياً تقف معها فنياً هو الصعوبة والتحدي الأكبر، متمنية أن تقوم بجولة غنائية تشمل الإمارات والبحرين مثلما فعلت في طفولتها.

• هل لديك نية لعمل جولة غنائية تشمل الإمارات ودول الخليج؟

حلمي أن أعود لزيارة الدول التي غنيت فيها بطفولتي، إذ إن حفلاتي لم تكن مقتصرة على لبنان، بل شملت الإمارات والبحرين، لكن عدم وجود شركة إنتاج ترعى أعمالي يجعل من إقامة تلك الحفلات أمراً صعباً، لأني أنتج أعمالي على حسابي الشخصي.

• هل عودتك للغناء ستحمل الرسالة التي قدمتها في طفولتك، أي السلام والأمان؟

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


بكل تأكيد كما أضيف عليها الإيجابية، الفرح، السعادة، والمضمون التربوي الذي يثقف الطفل.

• غنيت للبنان في الحرب الأهلية، فهل لا تزال تؤثر فيك مشاهد ذلك الدمار؟

أثرت في الحرب بشكل كبير ومباشر، لأني كبرت فيها، وحرمت من اللعب والذهاب إلى المدرسة حينها، وإلى الآن لا تزال تبعات الحرب النفسية تؤثر فيّ، فحينما أسمع صوت الرعد أصاب بالذعر، لأني أتذكر صوت القنابل فأرتجف وأفقد القدرة على النوم.

• هل فكرت في تقديم عمل للأطفال العرب ضحايا الحروب؟

لم أقدم أعمالاً لأطفال الحروب في الوطن العربي، لكن ما قدمته في طفولتي بلبنان يتماشى مع ما يمر به الوطن العربي من حروب وأزمات، وأطمح أن تعطي هذه الأغاني الأمل لأطفال الأماكن المنكوبة في الوطن العربي، كما منحته سابقاً لأطفال لبنان.

• كيف جاء قرار هجرتك إلى كندا؟

هاجرت أسرتي في فترة الحرب من لبنان إلى كندا كي نتمكن من إكمال دراستنا، بينما أنا لم تكن لدي أي رغبة في ترك بيروت والفن، حيث كان الغناء حينها أجمل لعبة ألهو بها كطفلة.

• وهل انقطعت عن الفن والغناء في كندا؟

عائلتي فنية من الدرجة الأولى، وفي كندا كنا نكتب أعمالاً ونسجلها، لأن لدينا حلم العودة، وعدت للغناء عام 2015.

• كيف تتذكرين تجربتك السينمائية الأولى والوحيدة؟

قدمت فيلمي الأول «أماني تحت قوس قزح» عام 1985، كطفلة لم أكن أمثل، كنت أقدم ما أشعر به جراء قسوة الحرب، وإلى الآن هناك مشاهد في الفيلم لا استطيع مشاهدتها، لأنها تذكرني بطفولتي في الحرب.

• وهل تنوين تقديم أعمال سينمائية جديدة؟

الفكرة موجودة دائماً، لكنني أنتظر الفرصة المناسبة، لأنني لا أستطيع إنتاج فيلم ضخم.

• قدّمت غنى بو حمدان «أعطونا الطفولة»، في «ذا فويس كيدز» كيف تجدين هذا التعلّق بأغنياتك؟

أشعر بالسعادة لمعرفة الجيل الجديد بي، إضافة إلى الحزن، لأن الأطفال لا يزالون يغنون «أعطونا الطفولة»، أي أن الحروب والأزمات لم تنته بعد، مع تقديري ومحبتي لصوت غنى بو حمدان الذي يأسرني.

• ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب، وخاصة الموجهة للأطفال؟

برامج اكتشاف مواهب الأطفال جيدة للغاية، لكن توجد مسؤولية تقع على عاتق أولياء الأمور والبرامج، لأنه في النهاية هذا المتسابق طفل روحه رقيقة يتأثر بأي موقف ومن الضروري أن تكون هنالك متابعة ووعي عند ذويه، كي يُفهموه أن هذه المسابقة فيها ربح وخسارة وهي لعبة، ولا يعني أنك خسرت بأنك لا تملك موهبة.

• إذا ما عرض عليك الاشتراك في هذه البرامج كعضوة لجنة تحكيم، فهل توافقين؟

أوافق من دون تردد لأن خبرتي التي اكتسبتها في طفولتي الفنية تجعلني قادرة على تنمية موهبة الطفل وتدريبه نفسياً وصوتياً.

• هل موهبة الطفل العربي فنياً لا تقل عن الأطفال في كندا؟

الطفل الموهوب هو موهوب سواء أكان أجنبياً أو عربياً، وكنت محظوظة عند انتقالي للعيش مع أسرتي إلى كندا، لأنني التحقت بمدرسة متخصصة بالفنون، وأتمنى أن يكون في الوطن العربي مثل هذه المدارس التي تكشف للطفل مواهب لا يعرفها في شخصيته.

• وما الذي تغير في ريمي بندلي عن مرحلة «أعطونا الطفولة» و«غسل وجهك يا قمر»؟

كبرت وأكملت مسيرتي الدراسية في الموسيقى التربوية للأطفال، لأكون معلمة في المدارس، وأساعد الأطفال على التقدم في مواهبهم الفنية.