سلمى العالم ـ دبي

يضع طلبة على مشارف سنة أولى جامعة في ذهنهم عند اختيار التخصص الجامعي تحقيق المعادلة الصعبة والمتمثلة في الموازنة بين القدرات الخاصة والرغبات والميول الشخصية، والفرص المستقبلية التي يوفرها سوق العمل في الدولة، لذلك يلجأ بعضهم إلى أصحاب الخبرات طلباً للنصيحة.

وتباينت آراء طلبة حول الخطوات التي اعتمدوها لاختيار التخصص، بين من اعتمد على تحقيق ميوله المستقبلية، وبين من انهمك في دراسة احتياجات السوق، عبر الاعتماد على التقارير التي تصدرها الجهات الحكومية المختلفة، الأمر الذي يضمن لهم بداية مهنية سلسلة، واتفق معظمهم في الاسترشاد برأي الأهل والأصدقاء من أصحاب الخبرة في اختيار التخصص المطلوب، لكنهم أكدوا أن الاختيار النهائي يكون لهم.

توافق الاختيار

توافقت رغبة الطالبة مريم علي، الشخصية مع نصيحة الأهل، حيث لم تجد مشكلة في اختيار تخصص الشريعة بجامعة الشارقة.

وأشارت إلى أن دافعها هو اللغط الكبير الذي أفرزته سوشيال ميديا وانتشار التطرف على هذه المواقع، الأمر الذي حفز لديها الرغبة في دراسة الشريعة الإسلامية السمحة.

وأخذت الطالبة رغد هاشم، بمشورة أسرتها وأصدقائها والتحقت بكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال بجامعة عجمان، حيث لمست تعاظم الطلب على تخصص إدارة الأعمال بسوق العمل.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


وأشارت إلى أنها لو لم تجد لديها الرغبة في هذا التخصص، إضافة إلى المهارات التي تعينها على الإبداع فيه لم تكن تختاره، لافتة إلى أن الاختيار لا بد من أن يحقق ركني المعادلة «الاحتياجات والمهارات الشخصية» حتى لا تضطر إلى تغيير مسارها بعد ذلك.

اختبارات علمية

اعتمدت الطالبة هبة محمد على اختبارات علمية لقدراتها قبل اختيار التخصص، حيث تملكتها حيرة هل تنتسب إلى طب الأسنان أم الصيدلة، لكنها لجأت إلى دراسة السوق جيداً عبر الاستعانة ببعض التقارير الإحصائية.

في حين استعد الطالب جهاد ياسر، للالتحاق بجامعة مورين فالي في ولاية شيكاغو، حيث تمكن من تجهيز الأوراق المطلوبة، وينتظر حالياً إجراء مقابلة لقبوله في كلية هندسة الطيران، مشيراً إلى أنه لجأ لاستشارة كل من أخيه الأكبر ووالده. ولفت إلى أنه اختار الدراسة بالخارج حتى يضيف لمسيرته العلمية والعملية الكثير.

قناعة ذاتية

من جانبه، قرر الطالب إسحاق عقيل، الالتحاق بكلية الآداب بجامعة عجمان لدراسة اللغة الإنجليزية، تحقيقاً لشغفه بفنون الأدب الإنجليزي الذي يعشقه منذ مرحلة مبكرة.

ورغم أنه كان قد قرر بصورة كبيرة تخصصه إلا أنه فضل أن يأخذ بمشورة الأهل لا سيما أن كثيراً منهم درس تخصصات أدبية، وعمل بالتدريس، مشيراً إلى أنه وجد أن أفضل ما يمكنه العمل به مستقبلاً هو التدريس للجيل القادم ومشاركة ما اكتسبه من معرفة.

فيما لم تحدد الطالبة ملك القاسم حتى اللحظات الأخيرة التخصص الذي ترغب في الانتساب إليه، إلا أنها فضلت الأخذ برأي والدتها التي أشارت عليها بالانتساب إلى كلية التمريض في جامعة الشارقة.

وعلى الرغم من منح العديد من الأهالي أبناءهم حرية الاختيار، إلا أن البعض يرى أنه أكثر دراية بمستقبل أبنائه وأجدر باتخاذ قرار كمثل هذا بالنيابة عنهم، وهو ما حدث مع الطالب عبد العزيز العتمي، الذي انتسب إلى كلية إدارة الأعمال بجامعة عجمان، بعد أن قرر والده أن يدرس تخصص المحاسبة.

سطوة الأهل

ولاحظت مرام سرحان، التي تعمل ضمن فريق استقبال الطلبة الجدد بجامعة عجمان التأثير الكبير للأهالي على اختيارات أبنائهم وذلك من واقع المجموعات التي استقبلتها عند التسجيل.

وحذرت أولياء الأمور من الاستهانة برغبات أبنائهم في اختيار التخصص الذي يتوافق وتطلعاتهم، مشيرة إلى أنها لمست إصابة بعض الطلبة بالإحباط من التخصص واضطرارهم لتغيير مسار دراستهم، الأمر الذي يؤثر في النهاية على مستقبلهم.

وعي الطلبة

حذرت الخبيرة التربوية غدير علي من الاختيار العشوائي وغير المدروس للتخصص، مؤكدة ضرورة مراعاة القدرات الخاصة واحتياجات سوق العمل. وأشارت إلى أن لجوء الطالب لمصدر ما كي يسدي له النصيحة باختيار التخصص يستند على مستوى وعيه، فبعض الطلاب يملكون من الوعي ما يجعلهم قادرين على تحديد اختياراتهم بشكل صحيح، فيما يستعين آخرون بمرشدين تربويين لمساعدتهم.