عز الدين الكلاوي

أفكار

كرهت مرحلة تبعية لاعبي كرة القدم للأندية الكروية التي ترعرعوا في صفوفها، بشكل احتكاري أقرب إلى الاستعباد، وكان تفكير أي لاعب في مغادرة ناديه بعد نهاية عقده دون موافقة صريحة من النادي، يعد فكرة انتحارية، لأن النادي سيرفض إلا بشروطه المطلقة، وإذا لم يستسلم اللاعب، فإن مصيره التجميد والإهمال أو الاعتزال، أو الهروب للعب في دوريات للهواة أو للشركات، وكثيراً ما انتهى مستقبل لاعبين كبار بسبب ذلك، حتى أقر الفيفا قانون «بوسمان» عام 1995، بحرية انتقال اللاعبين بين الأندية وفقاً لرغباتهم، بعد نهاية عقودهم، أوطلبهم فسخها. وبعيداً عن قانون «بوسمان»، وقواعد السوق الكروي في العرض والطلب، فإن طمع وجشع اللاعبين يتصاعد، ونشأت ظاهرة «تنطيط» اللاعبين من نادٍ لآخر، وتلاعبهم بأنديتهم، بحثاً عن المزيد من المال والامتيازات، وأطماع الوكلاء، مما يجعلني أطالب الفيفا، بإعادة النظر وإدخال بعض التعديلات في هذا القانون، من أجل تحقيق التوازن في العلاقة بين النادي واللاعب، وعدم إصابة الجماهير بالإحباط من قلة وفاء النجوم لأنديتهم وجماهيرهم، ووصل بهم الطمع والجشع لتصرفات أبعد ما تكون عن الروح الرياضية وقواعد السلوك السوي.

وكلنا نعلم كيف غادر، نيمار، فريق برشلونة، بمبلغ تجاوز 222 مليون يورو، إلى باريس سان جيرمان، بدفع مقابل فسخ العقد، بدون احترام قواعد التفاوض بين الأندية، ثم مرت الشهور، لتفشل التجربة ، لأن المال والأرباح وجنون الشهرة، لا تصنع النجاح والسعادة للنجوم، ويعود نيمار للعبة بوسمان، في محاولة «للتنطيط» إلى نادٍ آخر!

وعلى غراره، عشرات اللاعبين من المشاهير إلى المغمورين وآخرهم ليوناردو البرازيلي، لاعب الوحدة، الذي فسخ عقده مع ناديه، بعد اتفاق مع ناد آخر، مما جعل أحمد الرميثي رئيس مجلس إدارة شركة الوحدة، يغرد على تويتر بقوله: «بحثت عن ميثاق الشرف والمبادئ في كتاب الرياضة ولم أجده»!

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر

والمعاني بين سطور هذه التغريدة واضحة، ويا ليت رابطة المحترفين، تتدخل لفرض بعض القواعد «الأخلاقية» في انتقالات اللاعبين، حتى تتوقف المزيدات بين الأندية على رفع أسعار لاعبين، أرهقوا ميزانياتها بلا طائل حقيقي من التعاقد معهم.