عز الدين الكلاوي

أفكار

يخطو الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا نحو بدء عامه الستين، مستكملاً أكثر من ربع قرن على اعتزاله اللعبة عام 1994، ومع ذلك لم يستوعب بعد دروس الفشل المتكرر الذي حققه في عالم التدريب، ومستقبل ما بعد المستطيل الأخضر، والذي نال من بريقه وشوّه أسطورته.

ورغم إحباطات النتائج وفسخ عقوده واستبعاده من التدريب في ثلاث دول تنتمي لثلاث قارات، فإن مارادونا لا يزال مصمماً على العمل في مجال التدريب!

وتكرر هذا في الأرجنتين مع ناديي راسينغ كلوب بالدوري الممتاز ومانديو في الدرجة الثانية ثم مع منتخب الأرجنتين، وفي الإمارات مع ناديي الوصل بالدوري الممتاز والفجيرة في الدرجة الأولى، وأخيراً مع نادي دورادوس المكسيكي بالدرجة الثانية.

وها هو النجم الأسطوري يواصل الإصرار والإلحاح على معاودة التجارب الفاشلة بتعاقده مؤخراً مع نادي خيمناسيا لا بلاتا، أحد أندية المؤخرة بالدوري الأرجنتيني، في محاولة لإنقاذه من السقوط للدرجة الثانية.

مارادونا كما يتوقع الجميع مرشح لخيبة الأمل من جديد، كما فشل في تحقيق أي بطولة أو إنجاز خلال تاريخه التدريبي المهلهل، ولكنه مصمم على عدم حفظ ماء وجهه وإهدار ما تبقى من كبريائه الكروي.

المنطق والواقع في كرة القدم يقولان إن المواهب الأسطورية للاعب لا تكفي لتصنع منه مدرباً ناجحاً على المستوى نفسه، ولا حتى كمدرب عادي، فبيليه الأسطورة لم يحاول توريط نفسه في مهنة التدريب، ورغم النجاح الكبير لبيكنباور وبلاتيني فقد غادرا سوق التدريب بسرعة. وفي الوقت نفسه شهدت مهنة التدريب نجاحاً مدوياً للاعبين مغمورين مثل كارلوس ألبرتو باريرا حارس المرمى الفاشل، وجوزيه مورينيو لاعب الدرجة الثانية، الذي دخل عالم التدريب من باب الترجمة.

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر


عزيزي مارادونا، يمكن أن تكون مستشاراً أو خبيراً في فيفا أو أي ناد أو اتحاد، ولكن آن الأوان للتوقف عن العناد بأن تكون مدرباً، وأتمنى أن تنظر حولك وتصدق ما يقوله الناس عنك كمدرب متواضع، وتكف عن تشويه أسطورتك وتحويل نفسك إلى مادة للسخرية والتندر.