محمد الدويري ـ رأس الخيمة

تروي قرية علي بن درويش التراثية في رأس الخيمة بأكثر من ثلاثة آلاف قطعة حكايات وقصصاً تنسج في مجموعها رواية تبوح بالكثير من الأسرار، حيث تحمل كل قطعة إرث أجداد وأجيال نقشوا عاداتهم وتقاليدهم ومسيرة حياتهم في ثناياها وبين طياتها، لتأخذ الزوار في رحلة عبر حقب تاريخية مختلفة عنوانها البحث عن الأصالة والتراث.

بدأ علي بن درويش (60 عاماً) هوايته بجمع القطع التراثية ذات العبق التاريخي منذ الصغر، عندما كان على مقاعد الدراسة، حيث تعلق بالأشياء التراثية مع زيارته للمتاحف الوطنية، ونما الشغف وعشق التراث بداخله يوماً بعد الآخر، ليصوغ قريته التراثية الخاصة في منطقة الظيت الجنوبي برأس الخيمة، والتي تحكي تاريخ المنطقة والعديد من دول العالم.

اعتبر بن درويش أن جزءاً من الزمان يعيش في كل قطعة من قطع قريته التراثية، وأن تلك القطع تحكي عن حقب تاريخية ومعان حياتية عايشتها الأجيال في الماضي، لافتاً إلى أن مقتنيات الماضي تراث تاريخي اليوم وقطع الحاضر تحكي تاريخنا للمستقبل.

وأكد بن درويش أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حثنا على الاهتمام بالتراث الوطني، وهذا ما سعى إليه من خلال قريته التي تحتضن الكثير من المقتنيات التراثية التي ترتبط مباشرة بحياة شعوب المنطقة لأكثر 700 عام مضت، ومنها ما يحكي تاريخ العديد من دول العالم.

وفي زيارة «الرؤية» للقرية، روى بن درويش تاريخ عدد من القطع ذات الشأن التاريخي العريق، حيث القرآن الكريم مكتوباً بخط اليد على صفحات مصنوعة من جلد الغزال، والذي يعود تاريخه إلى عام 1371 م، وأداة «مسحنه اللآثمد» التي يصنع منها كحل العينين، ويعود تاريخها إلى أكثر من 700 عام.

وتتضمن قرية بن درويش التراثية أسلحة البارود التي حمل كل منها اسماً يميزها عن غيرها، مثل الميزر وأم عشر وفلسي ومانيه وصمعا، والتي كان يستخدمها أهالي المنطقة قديماً في الدفاع عن أنفسهم بوجه الغزو الأجنبي وقطاع الطرق.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


وعكست روعة السيوف التاريخية وجمالها أهمية القرية التراثية، حيث سيف «ذو الفقار» الذي يحمل مخطوطة قرآنية بالعربية تزيده تميزاً وقيمة، وحصل عليه بن درويش عند زيارته جاكرتا في إندونيسيا، إذ يعود تاريخه إلى عام 1928م، وآخر يحمل مخطوطة قرآنية ويتميز بوجود خناجر صغيرة متشابهة تتصل بغمده، ويعود إلى عام 1243 م.

واحتوت القرية على أقفال تزن أكثر من 10 كغ، استخدمت في ربط السفن البريطانية في عام 1932، وحصل عليها أثناء زيارته مدينة مومباي في الهند.