رضا البواردي، دانية الشمعة - أبوظبي

رصدت اللجنة الوطنية للانتخابات ملاحظتين خلال اليومين الماضيين من التصويت المبكر في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، يتلخصان بعدم التزام مرشحين بأماكنهم المحددة داخل اللجان، وكذلك تجمهر بعض الناخبين على منافذ لجان التصويت فور الإدلاء بأصواتهم، ما يتسبب بالإرباك والإحراج لباقي الناخبين.

وكشف وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيس لجنة إدارة الانتخابات طارق هلال لوتاه، عن احترازات تقنية طبقت لعدم المساس بنتائج الاقتراع اليومي في مرحلة التصويت المبكر سواء بإضافة أو تبديل صوت، وعدم إمكانية التصويت بعد الوقت المحدد، مشيراً إلى أنه لا يمكن التصويت دون تفعيل بطاقة الهوية من قبل موظفي لجان الإمارات قبيل التصويت بثوانٍ.

وقال لوتاه: «لاحظنا تجمهر الناخبين على مداخل اللجان الانتخابية ما يسبب إحراجاً لناخبين آخرين اصطحبوا أسرهم للإدلاء بالأصوات لا سيما في أماكن المرور، موضحاً أن هناك عائلات تتحرج من وجود تجمعات على مداخل اللجان».

وأضاف: «وهناك أيضاً عدم التزام من بعض المرشحين بالأماكن المخصصة لهم حيث خصصت اللجنة أماكن محددة للمرشحين ووكلائهم كافة بحيث يكونون مراقبين للعملية الانتخابية كافة دون الإخلال بسير الانتخابات»، مشيراً إلى أنه في تلك الحالة يتم تقديم الملاحظة للمرشحين بالجلوس في أماكنهم.

ولفت لوتاه إلى أن مؤسسات الدولة كافة تتكاتف لإنجاح العملية الانتخابية 2019 حيث سمحت جهات حكومية اتحادية ومحلية لموظفيها بالإدلاء بأصواتهم في التصويت المبكر والتي لا تستغرق دقائق للعملية كاملة، لافتاً إلى ارتفاع الوعي السياسي في التجربة الانتخابية الرابعة مقارنة بالتجارب الانتخابية الماضية.

الثقافة الانتخابية

أخبار ذات صلة

بحث مسودة منهاج الذكاء الاصطناعي في المدارس
3 سنوات والإبعاد لعصابة تسرق الفلل الخالية


كما جزم لوتاه بأن الثقافة الانتخابية للناخب الإماراتي في الدورة الانتخابية ارتفعت بشكل كبير بدليل ما نشهده في المجالس المجتمعية التي زرناها ونزورها وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تدل على الحرص على المشاركة بالانتخابات وكذلك من خلال برامج المرشحين التي تنم عن وعي سياسي أكثر مما سبق.

وتابع: «وبالطبع هناك وعود لا يمكن أن ينجزها المرشح داخل المجلس لأنه لا يعلم آليات المجلس ولا اللوائح الداخلية المنظمة ما يجعلنا ننصح بشكل دائم المرشحين بالاطلاع على اللوائح المنظمة لعمل المجلس الوطني الاتحادي».

وبين أن الفترة الماضية من الدورات الانتخابية شهدت تطوراً كبيراً في مستوى ثقافة الناخب بدور المجلس الوطني الاتحادي ومهام الأعضاء، خاصة بعد إطلاق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لبرنامج التمكين السياسي في عام 2005 والذي بدأ تنفيذه الفعلي في عام 2006 عبر أول دورة انتخابية، واليوم نصل إلى الدورة الرابعة التي نلتمس خلالها وعياً أكبر من قبل الناخبين، ولذلك نرى حضوراً لافتاً لدور البرامج الانتخابية بنسب مقاربة لعوامل القرابة الأسرية عند أخذ القرار بالتصويت لمرشح محدد.

وأشار إلى أن القرار الأول والأخير يعود للناخب، الذي يمثل تصويته واجباً وطنياً ومسؤولية مهمة، وهناك دور أيضاً على الناخب في فهم طبيعة نشاط المجلس وتقديم المصلحة العامة في اختيار الأشخاص القادرين على مواكبة ملفات المستقبل والتطرق للأفكار والمناقشات التي من شأنها تعزيز دور المجلس في ممارسة اختصاصاته المعني بها دستورياً.

اختيار المرشح

وعرج لوتاه على نتائج التصويت المبكر، مبيناً أنها ستعكس تنوع أسباب تفضيل عضو الهيئة الانتخابية لمرشح دون غيره، فهناك من يختار المرشح الذي يرتبط معه بعلاقة أسرية نظراً لمعرفته بإمكانياته وقدرته على تمثيله في المجلس، وهناك من يتجه لاختيار الشخص الذي لديه خبرة كبيرة وسابقة في مساره المهني، بينما يتجه آخرون للبحث عن البرامج الانتخابية والتعرف على محاورها وما تتضمنه، وهي جميعها عوامل تعود إلى الناخب نفسه فهو المسؤول عن اتخاذ قراره.

تمكين المرأة

وصرحت وزيرة الثقافة وتنمية المجتمع رئيس اللجنة الإعلامية في اللجنة الوطنية للانتخابات نورة بنت محمد الكعبي أثناء زيارتها للمركز الانتخابي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض أن هذا المحفل يحدد النمو السياسي في دولة الإمارات والمشاركة السياسية في المجلس الوطني الذي يعتبر صوت الشعب وثقة للوطن.

ولفتت إلى أن الانتخابات المبكرة التي بدأت أمس الأول شهدت إقبالاً ملحوظاً، آملةً أن يتزايد حضور الناخبين بشكل أكبر مبينةً أن هذه الأصوات تمثل فئة هامة من المجتمع وهي التي ستحدد من يستحق أن يمثلها.

وأكدت الكعبي أن حضور المرأة المميز في الانتخابات هو نتيجة عملية تمكين مستمرة ومتواصلة بدأت من عهد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- والتي تكللت بالدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي حرصت على توفير جميع الإمكانات التي تسهم في تمكين المرأة في جميع المجالات، وبما فيها العمل البرلماني الذي كان للمرأة الإماراتية بصمات واضحة وبارزة فيه.

وأضافت أن توجيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% يمثل تتويجاً لمسيرة التمكين السياسي المرأة، مشيرةً إلى أن المرأة، والرجل وأصحاب الهمم جميعهم يكمل بعضهم بعضاً.

متطوعون مواطنون

ويساهم 1170 من المتطوعين والمتطوعات المواطنين في مختلف المراكز الانتخابية على مستوى الدولة في إنجاح استحقاق انتخابات المجلس الوطني الاتحادي وتسهيل خطوات التصويت الإلكتروني على الناخبين من أعضاء الهيئات الانتخابية ومساندة مختلف اللجان والجهات التنظيمية، والمساهمة في إنجاز عملية انتخابية ناجحة تحقق معايير الشفافية والنزاهة.

وتدرب المتطوعون والمتطوعات خلال الأسابيع الماضية ضمن 55 ورشة تخصصية على آليات العمل والتنسيق في المراكز الانتخابية، والتعامل مع الجمهور، إضافة إلى توعيتهم بمفهوم المشاركة السياسية، وهم يتوزعون خلال فترات التصويت على 39 مركزاً انتخابياً تستقبل الناخبين من أعضاء الهيئات الانتخابية في مختلف أرجاء الدولة للإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم الانتخابي والمشاركة في الاستحقاق الوطني.

وتم اعتماد نظام الموظف الشامل في تدريب المتطوعين الذي نفذه في مختلف أنحاء الدولة 12 مدرباً متخصصاً في العملية الانتخابية، ليمتلك كل منهم القدرة على القيام بمختلف المهام في المركز الانتخابي، بما في ذلك استقبال الناخبين، وتدريبهم على استخدام نظام التصويت الإلكتروني، إضافة إلى التدقيق على أجهزة التحقق من الهوية، ومد يد العون للناخبين خاصة من كبار المواطنين وأصحاب الهمم، وتنظيم تدفق المصوتين، ومتابعة أداء التصويت الإلكتروني.