فرح سالم

في التسعين

من المؤسف حقاً أن تخرج إلينا أخبار حول رفض لاعبين واعتذارهم عن الانضمام إلى قائمة المنتخبات الوطنية، بغض النظر عن الأسباب، فإن هذا الأمر يثير العديد من علامات الاستفهام، ويؤكد ضعف العقليات التي نتعامل معها على مستوى كرة القدم.

كل مرة تؤكد لنا المواقف أننا نعاني على صعيد فكر اللاعبين أولاً، وأنهم لا يستوعبون مدى أهمية مسألة تواجدهم في المنتخبات الوطنية، ومقدار الشرف الذي يمنحه لك قميص المنتخب، والذي بذل من أجله العديد من اللاعبين السابقين الغالي والنفيس داخل الملاعب، ولا ننسى أيام جيل مونديال 1990، عندما كنا نرى مقاتلين بشعار «الأبيض»، ولم نتوقع أن ينقلب الوضع بهذه السرعة خلال ثلاثة عقود.

المضحك حقاً.. أن من يرفض الانضمام إلى المنتخب هو لاعب لا أحد يعرفه وليست له أي قيمة على مستوى القارة ولا حتى على الصعيد المحلي، وعلى الرغم من ذلك، تجد هناك من يضع الأعذار التي مهما كانت ستعد «واهية» طالما أن الأمر مرتبط بقميص المنتخب الوطني، الذي نطالب بألا يمنح شرف ارتدائه إلا لمن يستحقه.

أكتب المقال وفي قلبي حرقة، لأن لدي العديد من القصص التي لو سردتها لما تحملها أحد من «انضباط» وغيرهم، وكلها تعود إلى ضعف الإدارة وغياب الرقابة، إضافة إلى عدم فرض عقوبات صارمة وتجاهل لاعبين آخرين لأوضاع «خاصة».

ما دمنا نجامل اللاعبين، وما زال هناك من يقف خلف أخطائهم، على حساب المنتخبات والمسؤولية الوطنية، فلن نتقدم خطوة إلى الأمام، ومن المؤسف أن هذه الأشياء باتت تأتي من قبل لاعبين صغار في السن، يجب أن يتهافتوا إلى معسكرات المنتخبات «ركضاً»، وليس بالاعتذار.

بما أننا لم نشاهد جيلاً مثل جيل 1990، أعتقد أن أغلب اللاعبين بعدهم ليسوا بذات الأهمية، ويجب التعامل معهم على هذا الأساس، بدون أي دلال، وأن تتم معاقبة كل مستهتر بالحرمان من شرف المنتخب، وأن يتم إيقافه محلياً أيضاً، ومهما كان وزن اللاعب «إن وجد»، علماً بأن من ندللهم ونمنحهم ألقاباً أكبر منهم، لم يقدموا شيئاً يذكر حتى الآن، لذلك لا بد من فرض الانضباط ومنح الفرصة لمن يستحق فقط بدون مجاملة.

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر