محمد جاسم

في الصميم

عندما يفشل أي فريق عمل في الوصول إلى أهدافه فإن أول خطوة يقوم بها هي تقديم الاستقالة وإفساح المجال لآخرين، هكذا هي الأعراف، وهذا ما يحدث في مختلف دول العالم المتحضر، لأن المبدأ واحد وواضح ومتمثل في تحقيق النجاح، خصوصاً في العمل التطوعي.

وفي حال لم يتحقق الهدف، فإن الاستقالة والانسحاب هو القرار والحل الأنسب، والاستقالة في مثل هذه الظروف ليس هروباً من المسؤولية، كما يعتقد البعض، بل شجاعة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا نجد هذه الفلسفة في واقعنا الرياضي بالتحديد، هل يتذكر أحد منكم أن رئيس نادٍ أو رئيس اتحاد أو حتى مسؤول رياضي، قدم استقالته نتيجة فشله في أداء دوره المطلوب إلا بالإقالة؟

بالتأكيد لا يوجد ولم يسبق في تاريخ رياضتنا الحديث والقديم، واقعة تقدم فيها مسؤول باستقالته لأن الهدف البقاء أطول فترة على كرسي الرئاسة وليس النجاح.

الحديث عن تراجع الرياضة الإماراتية على مختلف الصعد، يجبرنا للوقوف على مثل تلك الممارسات الإدارية، على اعتبار أن مشكلة رياضتنا ليست فنية بقدر ما هي إدارية بحتة، نتيجة سيطرة بعض الإداريين ممن تسببوا في انحدار مسارها لزاوية بعيدة، لا تليق بالنجاحات التي حققتها الدولة على مختلف الصعد باستثناء الرياضة، ومعها أصبح الإحباط يسيطر على الشارع الرياضي الذي لم يجد أمامه سوى انتظار لحظة الفرج.

المنظومة الرياضية لا تقل أهمية عن أي نظام مجتمعي آخر، يعتمد العمل المؤسسي والعلمي في الوصول إلى الأهداف عبر خطط استراتيجية قصيرة وطويلة المدى، ومن خلالها أصبحت الإمارات تتصدر المشهد العالمي ضمن أكثر الدول تقدماً وحضارة في العالم، والدولة التي تملك الموارد البشرية المؤهلة التي تمكنها من إدراك النجاح في أصعب المجالات العلمية، بالتأكيد تملك الخبرات الإدارية الرياضية المتخصصة والقادرة على إحداث الفارق في رياضة الإمارات، وهي متوافرة ومتاحة، ولكنها وللأسف الشديد مهمشة وتنتظر إطلاق سراحها لخدمة الوطن.

كلمة أخيرة

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر


الاستقالة ثقافة لم تدخل أروقة رياضتنا بعد. لذا، فالحل متمثل في الإقالة.مشكلة رياضتنا ليست فنية بقدر ما هي إدارية بحتة