أنس كمال الدين

جيل الألفية أو الـ Millennials

لكل جيل له نزواته الغريبة واختلافاته وهوسه بأشياء ورفضه لغيرها، وكل جيل يختلف عمن سبقه حيث تتغير السمات الشخصية أحياناً إلى الأفضل مع مرور الوقت، بالطريقة نفسها التي يتغير بها معدل الذكاء من جيل لآخر.

وجيل الألفية (Millennials) ليس باستثناء عن غيره ممن سبقوه، ويشير مصطلح Millennials إلى الأفراد الذين ولدوا بين 1980 و2000 ويختلفون قليلاً باختلاف مناطقهم حول العالم ويتشابهون في كثير من الأشياء.



لا تتصل بي

أكثر ما ينبذه ويكرهه هذا الجيل حول العالم ولا يعلن عنه هو المكالمات الهاتفية، فهو يسعى لتجنبها بأي ثمن كان سواء في العمل أو خارجه، إضافة لاجتماعات العمل غير الضرورية.

جيل الألفية هو الجيل الذي نشأ في فترة ظهور العصر الرقمي وتطوره، الجيل الذي ترعرع في عصر ازدهار الإنترنت والسوشيال ميديا، لا يعرف العيش بدونها، وهم ممن ساهموا بشكل كبير في جعل الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية.



تشير الدراسات أن 93% من جيل الألفية ممن أعمارهم تتراوح بين 23-38 يمتلكون هواتف ذكية وحوالي 86% يستخدمون السوشيال ميديا، وأن هذه المواقع تلعب دوراً رئيساً في كيفية تفاعل 90% منهم مع الآخرين وأن حوالي 100% اليوم يستخدمون الإنترنت بحسب (Pew Research Center)

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

https://www.pewresearch.org/fact-tank/2019/09/09/us-generations-technology-use/



ولأن هذا الجيل يعيش أكثر أوقاته بشكل يسهل دخول الغير لحياتهم نتيجة استخدامهم المفرط للسوشيال ميديا أو مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبح حساساً أكثر من غيره تجاه الحدود بين بعضهم البعض.

لنكن واقعيين، المكالمات الهاتفية مزعجة لأنها تتطلب استجابة فورية وتأتيك دون تحضير وعليك التفاعل، وفي عالم تتراكم فيه الرسائل الفورية والدردشة ورسائل البريد الإلكتروني وتلاحقك كل ثانية، يضيق نوعاً ما الوقت الذي يتيح للشباب الرد والتفاعل.

وبناء على ما سبق لا ينبغي أن يكون مفاجئاً لأحد بعد الآن أن أكثر الأمور إزعاجاً عند هذا الجيل هو المكالمات واجتماعات العمل غير الضرورية.

بالنسبة للبعض، قد يبدو هذا وقحاً، أكثر من كونه تحفظاً، ولكن من جهة أخرى، إنه أمر رائع بالنسبة للإنتاجية، وعلينا جميعاً أن نستفيد من خبرتهم في هذا المجال ونأخذ بنصيحتهم.



معايير استخدام البريد الإلكتروني للعمل عند جيل الألفية:

1. إن كان الموضوع يختصر في رسالة إلكترونية، فأرسل إيميلاً.

2. أرسل دائماً إيميلاً طالما الأمر ممكناً ولا يحتاج لاجتماع.

3. السبب الوحيد لعدم إرسال بريد إلكتروني هو في حال لم يتم بعد تحديد الاستنتاجات أو الأهداف أو الإجابات المطلوبة، وبالتالي يُطلب التواصل مع بعض الأشخاص لتقييم الموضوع.

مع التوضيح أن استخدام رسائل البريد الإلكتروني لن يكون بديلاً عن المكالمات الهاتفية طبعاً بالكامل ولكن يجب استخدامه في حد كبير للتواصل اليومي.

المكالمات الهاتفية تضيّع الوقت أكثر مما توفره

مكالمة هاتفية لمدة 15 دقيقة لنقل سطرين من المعلومات هي مضيعة للوقت، ليس فقط لأنه كانت هناك طريقة أكثر فاعلية لمشاركتها، ولكن لأن الوقت الذي يجب أن تقضيه في الاستعداد لإجرائها أطول من مدة المكالمة نفسها أحياناً وبالتالي بإمكانك الاستعاضة عنها برسالة إلكترونية سريعة.

البريد الإلكتروني أفضل للمؤسسة

رسائل البريد الإلكتروني التي تحوي جميع المشاركين الضروريين تجعل تنظيم العمل أسهل بكثير.

إذا كنت تعطي تعليمات خاصة لشخص ما فيمكنهم الرجوع إلى الرسالة في صندوق الوارد الخاص بهم، بدلاً من الاضطرار إلى الاتصال بك مرة أخرى.

المكالمات الهاتفية لا تحسن التواصل

إذا كانت غايتك من المكالمة هاتفية سماع صوت شخص عزيز عليك وتعزيز التواصل بدلاً من الصورة الرمزية فقط بجانب عنوان البريد الإلكتروني، فهذه ليست الطريقة المثالية للقيام بذلك.

المكالمات الهاتفية بشكل عام هي في أغلب الأحيان أحاديث غير ضرورية ومحرجة.

إذا كان التواصل هو هدفك، فقم بترتيب لقاء مع فنجان قهوة أو اجتماع على الغداء وهكذا تتواصل وتنهي أمور العمل.

وهذا الأمر لا يخلق فرصة للتفاعل وجهاً لوجه فحسب، بل يمنح المشاركين وقتاً للترقب والتخطيط، الأمر الذي لا تسمح به المكالمة التي تأتي فجأة.



في جداول العمل اليومية، يجب أن تكون رسائل البريد الإلكتروني هي المعيار لمشاركة المعلومات باستمرار.

وعلى الرغم من أهمية الوسائط الأخرى، إلا أن السماح للناس بالحصول على مساحة للتفكير والتخطيط والاستجابة هو في النهاية أفضل للإنتاجية وللتواصل على حد سواء.