سلمى العالم

نجحت الدكتورة مريم اليماحي في اختبار البحث العلمي وأثبتت جدارة كبيرة في هذا المجال، توجتها بالتكريم من برنامج «زمالة لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم للشرق الأوسط» في دورته السادسة، بعد أن حققت اكتشافات وصنعت إنجازات في ميدان عملها العلمي في 2019. ووازنت الباحثة الإماراتية الشابة بين شغفها العلمي ومهام عملها كأستاذ مساعد في كلیة تقنیة المعلومات في جامعة الإمارات من جهة، وواجباتها الأسرية كأم تقوم بدور الوالدين، حسب إشارتها، لأطفالها من أصحاب الهمم.

وأكدت اليماحي في حوارها مع «الرؤية» أن هذا الفوز هو ثمرة لما تحظى به المرأة الإماراتية من دعم وتمكين من قبل القيادة الرشيدة في كافة المجالات، مشيرة إلى أن اهتماماتها البحثية لا تقتصر على أنظمة استرجاع المعلومات والأنظمة الذكية في معالجة المعلومات كبیرة الحجم بل تشمل كذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وشددت على أن لديها طموحات عالية تود تحقيقها منها أن تنشر المعرفة، وخاصة المعرفة التي تفضي إلى وجود المرأة القيادية، وأن تترك بصمة عالمية عبر تقديم إنجازات تساعد الإنسانية، حيث تسعى إلى تسخير التكنولوجيا في خدمة أصحاب الهمم.

ولفتت إلى أن للثقافة والفنون اللذين تعتبرهما مقياس تطور الأمم، تأثيراً في توسيع مداركها الأمر الذي أدى إلى غزارة إنتاجها العلمي، الذي تؤكد أنه سيضيف الكثير في اتخاذ قرارات أفضل في مجالات حياتية كثيرة منها الطب والفضاء.أحلم بترك بصمة عالمية عبر تقديم إنجازات تساعد الإنسانية

أبحاثي تستهدف تسخير علوم الكمبيوتر والتكنولوجيا لمساعدة أصحاب الهممتعمل الدكتورة مريم اليماحي في بحثها الحالي على إيجاد نظام مبتكر وجديد وأكثر فعالية للولوج إلى البيانات واسترجاعها من أنظمة البيانات الكبيرة، حيث تؤكد أن لهذا النظام الجديد مزايا كثيرة ستفيد العديد من القطاعات خصوصاً قطاعي تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وكذلك المجالات التطبيقية لهما في أي نوع من البيانات كالبيانات في مجالات الطب والفضاء وغيرها من المجالات.

بمَ تصفين تكريمك من برنامج «زمالة لوريال - يونسكو»؟

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


أعتبره نتيجة تفوق المرأة الإماراتية في كافة المجالات وفي القلب منها المجال العلمي، وبالطبع ليس غريباً على الإماراتيات اللاتي يمتلكن فرصة أكبر للتفوق العلمي بسبب الدعم الكبير الذي توليه الإمارات لتمكين المرأة، حيث أصحبت الإمارات رمزاً ومثالاً يحتذى حول العالم في عملية سد الفجوة بين الجنسين.

ولا شك أن تكريم المرأة ودعمها بشكل عام جزء لا يتجزأ من أي تنمية مجتمعية، وهو نهج تبنه دولتنا منذ النشأة حيث أكد الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» أن المرأة نصف المجتمع، وعلى الشعوب أن تنمي المرأة وتعلمها لكي تنهض بحضارتها.

متى بدأ شغفك بالعلوم؟

بدأ شغفي في مرحلة مبكرة جداً ومن أيام المدرسة، حيث استهواني الإبحار في العلوم بشكل عام، وقد ساعدني على ذلك الاهتمام الأسري الذي لقيته في ذلك الوقت. ولا شك أن المرأة جديرة بالدخول في مجال العلوم كونها نواة لأي ازدهار ونمو في مسيرة التقدم العلمي والمجتمعي.

في أي توقيت من دراستك انجذبت لمجال تخصصك؟

انجذبت لهذا المجال قبل دخولي فيه وكان لدي شغف بمعرفة المزيد عنه ولذلك ركزت جهودي للدخول في هذا التخصص، لا سيما أنه علم جديد ولربما يكون العلم الأكثر طلباً لما نراه اليوم من ثورة رقمية جديدة في عالمنا المتغير والسريع، ألا وهو علوم الكمبيوتر.

ماذا عن دعم الأسرة؟

لا شك أنه لولا دعم الأسرة والذي جاء نتيجة إيمانها بقدرتي على تحقيق طموحاتي لما تمكنت من استكمال مسيرتي العلمية.

وكيف استطعتِ التوفيق بين متطلباتك الأسرية وشغفك العلمي؟

بالطموح والمثابرة وكذلك عبر مهارة تنظيم الوقت، وأنا أعتقد أن لدى المرأة عامة القدرة على إدارة أكثر من أمر في وقت واحد، وأحمد الله أنني تمكنت من الموازنة بين شغفي العلمي وبين رعاية أطفالي.

وكيف استطعت التوفيق بين مريم الطالبة التي تعيش حياة جامعية وبين مريم مشروع الباحثة الجادة؟

بحمد الله وتوفيقه استطعت التوفيق بين حياتي كطالبة ثم بعدها كباحثة من منطلق أنني كباحثة دائماً ما أكون متعطشة فيها لطلب العلم ومعرفة الجديد وهذا ما يجعلني طالبة وفي الوقت نفسه معلمة وباحثة. كذلك الطموح للوصول لهدف معين يكون دافعاً قوياً للمثابرة لدى أي شخص. وهذا ما دفعني أيضاً للتوفيق بين عملي ودراستي وكذلك دوري كأم تسعى دائماً لخلق البيئة الأفضل لأطفالها خاصة أن أطفالي من أصحاب الهمم، وكونهم كذلك جعلني أتحدى نفسي أكثر أن أخلق فرصة أو فرصاً أكبر وأكثر من ذلك التحدي، خاصة أنني أؤدي دور الأم والأب معاً لأطفالي، وذلك التحدي لم يكن لي إلا وقوداً أكبر لكي أعمل على بحوثي لكي تخدم هذه الفئة من المجتمع في العالم.

حدثينا عن تعامل الأسرة مع فكرة سفرك للدراسة بالخارج.

الحياة مليئة بالتحديات، لكن بالإرادة والمثابرة والطريقة المثلى في التعامل معها نستطيع اجتيازها، وبالطبع جسدت فكرة سفري تحدياً كبيراً خاصة أن لدي أسرة وأطفالاً، لكنني والحمد لله تجاوزت التحدي بفضل الدعم الأسري.

ما الهدف الذي تعملين عليه حالياً؟

أعمل حالياً على أفق أوسع ولدي طموحات عالية وأهداف كثيرة أود تحقيقها منها أن أنشر المعرفة، وخاصة المعرفة التي تمكن المرأة القيادية، وكذلك أن أترك بصمة عالمية عبر تقديم إنجازات تساعد الإنسانية، وهذا ما أعمل عليه حالياً، حيث أسعى إلى تسخير بحوثي وعلمي لخدمة البشرية وذلك بالتعاون مع جامعة كورية لتسخير علوم الكمبيوتر والتكنولوجيا لمساعدة أصحاب الهمم.

وأعمل في بحثي الحالي على إيجاد نظام مبتكر وجديد وأكثر فعالية للولوج إلى البيانات واسترجاعها من أنظمة البيانات الكبيرة، حيث إن لهذا النظام الجديد مزايا كثيرة ستفيد العديد من القطاعات خصوصاً قطاعي تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وكذلك المجالات التطبيقية لهما في أي نوع من البيانات كالبيانات في مجالات الطب والفضاء وغيرها من المجالات.

هل للثقافة والفنون دور في حياتك؟

بالطبع، فالثقافة والفنون مقياس تطور الأمم، لذلك لهما تأثير خاص على العلماء، فبحكم عملنا نسافر كثيراً ونتعرف على ثقافات عديدة ولا شك لدي في أن الفنون تساهم بطريقة أو بأخرى في توسيع مداركنا الأمر الذي يؤدي إلى غزارة إنتاجنا العلمي.

من مثلك الأعلى؟

مثلي الأعلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فطموحات سموه قوية وعالية وأبداً لا يسمح لكلمة مستحيل أن تسلل إلى قاموسه وهذا ما أسعى أن أكون عليه.

ما الدور العلمي الذي يمكن أن تضيفه أبحاثك؟

نعيش اليوم عصراً جديداً من التحول الرقمي وهو ما يسمى بعصر الثورة الصناعية الرابعة وتعتبر البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي محركين فاعلين في هذه الثورة الرقمية الجديدة. ومن هذا المنطلق، تستخدم أبحاثي خوارزميات ذكية لجمع وتحليل البيانات والتنبؤ بها، الأمر الذي يساهم في اتخاذ قرارات أفضل في مجالات حياتية كثيرة منها الطب والفضاء.