سلمى العالم

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، أن بنيان المجتمع الإماراتي يقوم على التسامح والأخوة الإنسانية، والحوار الصادق مع أتباع الحضارات والثقافات، مشيراً إلى أن المجتمع المتسامح، المنفتح على حضارات العالم وثقافاته، مجتمع ناجح، يحقق السلام والرخاء، ويأخذ مكانته اللائقة به، على مستوى العالم كله.

وشدد في كلمته التي افتتح بها ملتقى «التسامح وحوار الحضارات» الذي نظمته اليوم الاثنين مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي، وشارك فيه نخبة من الشخصيات الدينية والفكرية والثقافية، على أن الإمارات تنظر إلى الجميع، باعتبارهم أعضاء في « مجتمع إنساني واحد»، يعمل فيه الجميع معاً، من أجل نبذ التطرف والتشدد، وتحقيق السلام والتعايش والتقدم.

واعتبر القيم الإنسانية النبيلة الأساس الأخلاقي المتين، لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي المنشود، وتحسين نوعية الحياة للجميع، لافتاً إلى أن التسامح والأخوة الإنسانية، بما يتضمناه من تعارف، حوار، عمل مشترك بين الجميع، يؤديان دونما شك إلى نشر التعاون، والتفاهم، والاحترام المتبادل، بين الأفراد والجماعات والدول والشعوب.

وقال «إن التسامح والأخوة الإنسانية، يؤديان كذلك إلى العمل المشترك، من أجل تحقيق التنمية البشرية الناجحة، وتشجيع الإبداع والابتكار، وتوفير الفرص الكاملة، أمام الجميع، للإسهام الكامل، في الاقتصاديات القائمة على المعارف».

وأكد اعتزاز الإمارات بأن التسامح والأخوة الإنسانية والتواصل الإيجابي مع الجميع مبادئ أساسية، في تراثنا الوطني والعربي والإسلامي.

قيمة أصيلة

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


وأكد الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في كلمته، أنه ورغم أن عام التسامح شارف على الانتهاء، لكن ثقافة التسامح لا تنتهي في بلد عنوانه التسامح، وهدفه أن يعيش الجميع على أرضه بأمن وسلام.

وأشار إلى أن الملايين يعيشون على أرض الإمارات من شتى المشارب والثقافات والأعراق والأجناس، يتواصلون اجتماعياً واقتصادياً ومعرفياً، لا تجمعهم المصالح المشتركة فحسب، بل يجمعهم العيش الكريم، الذي يضمن لهم حياة لائقة، ومستقبلاً مضيئاً، حيث ينعم أبناء أكثر من 200 جنسية بالحياة الكريمة والاحترام، وقد كفلت قوانين دولة الإمارات، العدل والاحترام والمساواة للجميع.

وأكد أن التسامح ليس بقيمة جديدة في دولة الإمارات، بل هو من قيم الأجداد والآباء المؤسسين في الدولة، مشيراً إلى أن العالم خصص يوماً واحداً للتسامح في الوقت الذي احتفلت فيه الإمارات بهذه القيمة طيلة عام كامل.

مبادئ إنسانية

وتضمنت جلسات الملتقى جلستين، تناولت الجلسة الأولى استعراضاً لمفهوم التسامح ضمن الأديان السماوية والمبادئ الإنسانية.

وأوضح أستاذ الفقه وأصوله الشيخ الدكتور محمد عبدالرحيم سلطان العلماء خلال الجلسة أن التسامح وقبول الآخر لا يعني التخلي عن قيم الإسلام، إنما يقوم على معرفة واحترام الآخر دون تعريضه للسب أو الأذى، مستشهداً بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى حسن الجوار والتمسك بثوابت الدين.

حوار حضارات

ولفت المطران غوريغوريوس خوري عبدالله، إلى أن جميعنا يدور على مسمى التسامح بكلمات وتعابير مختلفة، مؤكداً أن الحوار الرصين والهادئ هو السبيل نحو تحقيق التسامح.

وأشارت الدكتورة نضال الطنيجي إلى أن إرساء منظومة المفاهيم الأخلاقية دلالة على تسامح الأمم.

في حين أكدت الجلسة الثانية على تعزيز رسالة التسامح بين جيل اليوم عبر المؤسسات التعليمية والثقافية.أنور قرقاش:

ثقافة التسامح في الإمارات لا يحدها عام التسامحشهد الملتقى حضوراً لافتاً لمجموعة من طلبة المدارس والمثقفين والفنانين، حيث أكد أمين عام مؤسسة العويس الثقافية عبدالحميد أحمد أن المؤسسة ركزت على حضور الطلبة والطالبات على اعتبار أن ثقافة التسامح بحاجة للبناء في الناشئة منذ الصغر، منوهاً بأن الإمارات اتسمت بثقافة التسامح الموجودة في القيم والعادات والتقاليد والدين الحنيف.