فينيامين بوبوف

يوما 13 و14 نوفمبر الجاري، انعقدت القمة الـ11 لمجموعة دول «بريكس» BRICS في العاصمة البرازيلية، وتم اشتقاق اسم هذه المجموعة من الأحرف الأولى لأسماء الدول المؤلفة لها وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وأصبحت هذه الدول تشكل عامل استقرار في سياسات العالم واقتصاده، وتسعى لفتح الأسواق والتصدي لكل أشكال الحمائية التجارية.

ومع دخول نشاطاتها عقدها الثاني، أصبحت الدول الخمس تشكل العماد الأساس لنشوء نظام عالمي جديد متعدد المراكز، فيما لا يزال دورها في معالجة القضايا الدولية يتعاظم بمرور الوقت، علماً أن كل الدول الأعضاء في مجموعة «بريكس» هي أعضاء في «مجموعة الـ20».

وتعتقد الدول الأعضاء في المنظومة أن التعددية القطبية لا تمثل وصفة للتنافس وإثارة الفوضى في العلاقات الدولية، بل إنها تشكل النظام الوحيد الذي يستطيع مواجهة الحقائق في عالمنا المعاصر، وهي التي ستسهم في الكشف الشامل عن أوضاع الدول كلها دون استثناء وتوسيع آفاق التعاون المشترك والمفيد لكل الأطراف.

وتستأثر دول المجموعة بنحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقياس القوة الشرائية، وخلال العام الماضي تفوقت على «مجموعة السبع» في هذا المقياس.

ويمثل «بنك التنمية الجديد» NDB أحد المؤسسات التنموية الواعدة متعددة الأطراف، والذي يعمل بشكل مثمر وهو من بواكير المؤسسات المالية التي افتتحتها مجموعة «بريكس»، ومنذ أن بدأ البنك المذكور أعماله عام 2015، تولى اعتماد 42 مشروعاً تنموياً تزيد قيمتها الإجمالية على 11 مليار دولار.

ويتواصل العمل لزيادة حجم الاحتياطيات النقدية الخاصة بدول «بريكس»، ويبلغ مجموع حجم رأس مالها 100 مليار دولار وهو رأس المال الضامن للاستقرار المالي للدول الخمس في حالة حدوث الأزمات الطارئة.

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر


ويُذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد عدة اجتماعات مع رؤساء الدول الأربع الأعضاء، والتي تشكل 42% من عدد سكان العالم، وتستأثر بنحو 23% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و17% من الحجم الإجمالي للتجارة العالمية.

وخلال العام المقبل 2020، سوف تستضيف روسيا القمة المقبلة لـ«بريكس»، وستواصل موسكو دورها في تعميق أسس التطور الشامل للشراكة الاستراتيجية لدول المجموعة.

ويقع في مقدمة الأولويات التي ستعمل روسيا من أجلها، تدعيم أسس التعاون في السياسة الخارجية في المنظمات متعددة الأطراف وخاصة في الأمم المتحدة التي ستحتفل بالذكرى 75 لتأسيسها العام المقبل.

وخلال القمة الحالية، كان الاهتمام منصبّاً على قضايا أساسية مثل التنمية ومستقبل الإبداع والاكتشاف.