وليد عنتر

أكد مشاركون في منتدى الإعلام السعودي في نسخته الأولى التي انطلقت أمس في الرياض تحت عنوان «صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات»، أن صناعة الإعلام تغيرت جذرياً، والمرحلة الحالية هي للإعلام الجديد، الذي بات يتسيد الساحة، لتتضاعف الحاجة إلى تغيير عقلية المحتوى الإعلامي القديم إلى الحديث المتجدد. ونوهوا بأن تأثير الإعلام بأنواعه على عقليه الأفراد بمختلف الأزمان وصل إلى تشكيل نمط حياة الأفراد، مؤكدين أنه ليس مجرد أداة معرفية تنقل الأخبار أو أداة تواصل، وإنما أداة فعالة في تشكيل السلوك والتغيير على عدة أصعدة.

وأشار مشاركون إلى أن صناعة الإعلام في العالم العربي لا ترتقي إلى الطموحات العربية، ومنوهين بأن جودة المحتوى الإعلامي متغيرة وليست ثابتة، مرجعين ذلك للعصر الذي يعيشه الإعلام، داعين مؤثري ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي إلى عدم الغرور كونهم سيتحولون إلى أميين بعد عشرين عاماً من ظهور محتوى ووسائل تقنية حديثة.

قوة ناعمة

أكد رئيس المنتدى محمد بن فهد الحارثي، أن هناك تحديات تواجه الإعلام، مبيناً أن المنتدى يستهدف إبراز أهمية صناعة الإعلام باعتباره قوة ناعمة والتعرف على الحلول واكتشاف تجارب جديدة وناجحة في مجال الإعلام، فضلاً عن أنها تثري المحتوى الإعلامي.

وقال الحارثي لـ«الرؤية»: «إن المملكة وجهة إعلامية متميزة إقليمياً وعالمياً؛ بفضل مكانتها السياسية والاقتصادية والثقافية في المنطقة، منوهاً بنجاح الإعلام السعودي في الترويج للمعرفة من خلال بناء جسور للتواصل مع العالم الخارجي وحمل المعرفة إلى الفرد والمجتمع داخلياً، وصولاً إلى الانتشار الخارجي، والتكيف مع عصر الرقمنة».

صناعة الأفكار

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


استعرضت جلسة «المحتوى الإعلامي وسلوكيات الجماهير»، صناعة الأفكار والمعلومات في بيئة الإعلام الجديد، وعلاقة المحتوى بتشكيل الرأي العام.

وأكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الدكتور ضياء رشوان أن الخطب الإعلامية ليست سبباً كافياً للتأثير والتجييش على سلوك الجماهير العربية.

ولفت رشوان إلى أن العملية الإعلامية في العالم العربي مخيبة للآمال وللطموح العربي، واصفاً مواقع التواصل الاجتماعي بـ«أبواق للدعاية» وليست للمهنية الإعلامية.

تقنيات حديثة

من جهته، أوضح وكيل وزارة الخارجية السعودية للدبلوماسية العامة الدكتور سعود كاتب، أن إعلام مرحلة التسعينات توج الصحافة الورقية على عرش الإعلام.

وقال: «تغيرت صناعة الإعلام وتطورت في العصر الحديث، وأضحى نقل المحتوى والرسالة الإعلامية يمر عبر تقنيات حديثة متطورة».

ولفت كاتب إلى أن صناعة الإعلام تغيرت جذرياً، والمرحلة الحالية هي للإعلام الجديد، مشيراً إلى أن الحاجة باتت مُلحة لتغيير عقلية المحتوى الإعلامي القديم إلى الحديث المتجدد.

جودة متغيرة

في حين أكد وزير خارجية ليبيا الأسبق عبدالرحمن شلقم، أن جودة المحتوى الإعلامي متغيرة وليست ثابتة، مرجعاً ذلك للعصر الذي يعيشه الإعلام.

وقال شلقم «إن الإعلام يتغير وفقاً للوسيلة الحديثة، حيث كان الراديو هو الوسيلة الأولى للوصول للمعلومة قديماً على الصعيد العالمي، ودخلت بعدها الصورة والتلفزيون، حتى عصرنا الحالي لتصبح وسائل الاتصال الاجتماعي الأكثر تأثيراً».

جدلية التوك شو

رفض مقدمو برامج عربية الاتهامات الموجهة للبرامج بأنها مجرد تنفيس لا تقدم أي حلول وذلك في جلسة «برامج التوك شو.. تنفيس أم علاج؟».

وقال المذيع السعودي على العلياني: «نحن عين دالة لكل مسؤول نبيل يريد مصلحة البلد، والإعلام دائماً بحاجة إلى مساحة أكبر من الحرية، وبرامج التوك شو في المملكة لا تتوافق مع النهضة التي تعيشها».

من جهته، أكد الإعلامي المصري معتز الدمرداش أن برامج التوك شو متهمة من السلطة ومؤسسات الدولة بأنها أصبحت جبهة تحريضية وفي المقابل متهمة من عامة الناس بأنها تحاول إشغال الناس بقضايا هامشية.

وأضاف الدمرداش: «التوك شو باتت الملجأ الأول للمواطنين وهي البديل للأحزاب والقوى السياسية، فلن تجد حزباً سياسياً يلتحم عليه المواطن مثل برامج التوك شو».

من جانبه، يرى الإعلامي وائل الإبراشي أن برامج التوك شو ضرورة لأي محطة، لكي تستقيم في برامجها.

التنوع جوهر الإبداع

وتطرقت جلسة «دور الصحافة في قيادة التغيير» التي قدمتها مديرة الأخبار بالإذاعة الوطنية النرويجية هيليا سولبيرغ إلى تأثير الإعلام بأنواعه على عقليه الأفراد بمختلف الأزمان ليصل إلى تشكيل نمط حياة الأفراد.

وأكدت هيليا سولبرغ: أن التنوع هو جوهر الإبداع الإعلامي، وأن التنوع الفكري منبع الأفكار الإعلامية الجديدة، مشيرة إلى أن التغيير يواجه مقاومة عاطفية من قبل بعض الناس.

وذكرت هيليا أنه يجب على المؤسسات الإعلامية تحديد المشاكل الاجتماعية التي تواجه مجتمعاتها المحلية، وترتيب أولوياتها وخططها البرامجية وفق ذلك.

واعتبر رئيس المركز الصحافي لوزارة خارجية الاتحاد الروسي ألكساندر بيكانتوف، الجانب المعلوماتي؛ العامل الأهم في الحرب السياسية التي تمارسها الدول العظمى الآن، مشيراً إلى أن هناك عمليات تزيف شاملة للوعي العالمي.